طوال العام الماضي 2018 بقيت تعز أكثر مناطق اليمن تضرراً من الحرب وأصبحت المدينة الأولى من ناحية التعرض لانتهاكات حقوق الإنسان.
وتحتل تعز الصدارة في عدد الضحايا مابين قتلى وجرحى وفي تدمير المنشآت العامة والخاصة.
واضحت اليوم المدينة التي تعاني من أطول حصار في العصر الحديث إذ يمتد حصار ميليشيات الحوثيون وأتباعهم لأربع سنوات.
فمنذ مارس 2015 وتعز تحاصر بشكل عرض عشرات الآلاف من المواطنين للموت والرحيل أو البقاء مع معاناة التجويع والتعرض للموت يوميا عبر قصف مستمر بطرق عدة، ومن حالة انفلات أمني عانت منها المدينة في فترات عدة.
وخلال العام 2018 رصد فريق مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان( hritc ) حالة حقوق الإنسان عبر فريق رصد ميداني وقدم 12 تقريراً بمعدل تقرير شهري عن تطورات الأوضاع في تعز وانتهاكات حقوق الإنسان التي عانت منه من مختلف الأطراف
القتل سيد الموقف
خلال العام 2018 وصل الإجمالي العام لحالات الانتهاكات 1890 انتهاكا
القتلى | رجال | نساء | اطفال |
310 مدنيا | 226 | 40 | 44 |
تنوعت الجهات المنتهكة لحقوق الإنسان في تعز وتنوعت أسباب ذلك على النحو التالي:
- سبب القتل
تسببت مليشيا الحوثي بمقتل 155 مدنيا جراء :
القنص المباشر | 51 مدنيا |
قذائف الهاون والكاتيوشا | 71 مدنيا |
الألغام والعبوات الناسفة | 25 مدنيا |
الاغتيال | 6 مدنيين |
الإخفاء والتعذيب | مدنيين إثنين |
حيث تبقى جرائم الحوثيون التي تعد جرائم ضد الإنسانية متصدرة لأرقام الانتهاكات وخاصة القتل عبر القنص المباشر والمتعمد من خلاله قتل مدنيين عزل.
- قتل خارج نطاق القانون
وتسبب المسلحون خارج إطار الدولة والذين صاروا يشكلون خطراً حقيقياً على المواطنين وخاصة قلب مدينة تعز ومراكز التسوق فيها ولم يظهروا بأشكال منظمة وأسماء تنظيمات معلنة بل جماعات فردية مسلحة متعددة وأفراد شكلوا لأنفسهم عصابات تستند على حماية بعض الجهات، كما يشير لذلك بعض السياسيين في المحافظة وقد تسبب هؤلاء المسلحون خارج اطار الدولة بمقتل 59 مدنيا جراء :
الاشتباكات | 16 مدنيا |
برصاص مباشر | 42 مدنيا |
الاخفاء والتعذيب | مدني واحد |
وتسبب مجهولون بمقتل 37 مدنيا جراء :
– اغتيال | 8 مدنيين |
– برصاص مجهولين | 19 مدنيا |
– عبوات ناسفة | 10 مدنيين |
- قتلى الطيران
ولتداخل أماكن الاشتباكات بين قوات الحكومة وميليشيات الحوثي تعرض مدنيون للقتل من جهات الطيران حيث تسبب طيران التحالف العربي بمقتل : 31 مدنيا
وتسببت القوات الحكومية بمقتل : 28 مدنيا.
- الجرحى جرح تعز المستمر*
ودفعت تعز أيضا أكبر ثمناً في الحرب القائمة في اليمن من حيث الجرحى ولا يزال آلاف الجرحى الذين أصيبوا خلال أربع سنوات يعانون عدم الرعاية الكافية.
وخلال العام الماضي 2018 رصد فريق مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان إصابات على النحو التالي:
الجرحى | رجال | نساء | اطفال |
550 مدنيا
|
362 | 64 | 124 |
سبب الاصابة
وتنوعت أسباب الإصابة حيث تصدرت ميلشيات الحوثيين قائمة المتسببين في الجرحى بنسبة تتجاوز 65 في المائة فقد تسببت مليشيا الحوثي بإصابة 339 مدنيا :
من أصل 550 جريحاً كلهم مدنيين وبأسلحة مختلفة تنوعت كالتالي:
قذائف الهاون والكاتيوشا وغيرها | 217 مدنيا |
قنصا | 74 مدنيا |
الألغام والعبوات الناسفة | 35 مدنيا |
رصاص مباشر | 5 مدنيين |
بشكل غير مباشر | 8 مدنيين |
المسلحون خطر حقيقي في تعز
وشكل المسلحون خارج نطاق أجهزة الدولة خطراً حقيقياً على سلامة المدنيين حيث تسبب هؤلاء المسلحين خارج إطار الدولة بإصابة 118 مدنيا تنوعت كالتالي:
– برصاص مباشر أثناء الاشتباكات | 109 مدنيا |
– قنصا | 9 مدنيين |
وتنوعت إصابات المدنيين في تعز بسبب إنتشار الأسلحة أيضا حيث رصد فريق المركز
تسبب مجهولون بإصابة | 65 مدنيا |
عبوة ناسفة | 47 مدنيا |
برصاص مباشر | 18 مدنيا |
وتسبب طيران التحالف العربي بإصابة | 12 مدنيا |
وتسبب مسئولون في الجيش والوحدات الحكومية بإصابة | 16 مدنيا |
الاختطافات والاعتداءات | 55 حالة |
لا تزال تعز تعاني من حالات الاختطاف بشكل كبير وسجل العام الماضي 2018 حدوث 55 حالة وهو ما تسنى رصده بشكل دقيق بينما حدثت حالات واسعة من اختطاف للمدنيين من قبل ميليشيات الحوثي أثناء ضربهم لقرى في غرب تعز أو المناطق الشرقية التي يسيطر عليها وتعذر رصدها.
ويظهر فريق الرصد بمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان أن حالات الخطف والاعتداء خلال العام المنصرم بلغت 55 حالة منها 24 حالة ارتكبها مسلحون خارج اطار الدولة
- 15 حالة ارتكبتها مليشيات الحوثي تم في أغلبها اختطاف العشرات من المدنيين أثناء مداهمة القرى والعزل.
- 8 حالات ارتكبها مسلحون مجهولون
- 8 حالات ارتكبها مسئولون في الجيش والوحدات الحكومية.
النزوح والتهجير
وتعاني محافظة تعز من قضية النزوح والتهجير بشكل كبير وقد بلغ عدد الأسر التي تعرضت لذلك 619 أسرة
وذلك بسبب ضرب الحوثيون لقرى غرب تعز وزرعهم الألغام لكل المناطق التي خرجوا منها والطرقات وتعذر على آلاف المدنيين العودة إلى منازلهم، كما سعى الحوثي بشكل منهجي لتفريغ مناطق كاملة كعقاب جماعي لقرى سمحت للمقاومة أن تواجه ميليشيا الحوثي أثناء تقدمها نحو هذه القرى.
حرية الرأي والتعبير 21 حالة
توزعت قضايا انتهاكات حرية الرأي والتعبير بين الأطراف في محافظة تعز وبشكل يدعو للقلق الحقيقي فهناك على الأقل وكما هو واضح 21 حالة انتهاك لحرية الرأي والتعبير تنوعت بالاعتداء المبرح على صحفيين وناشطين وإخفاء على النحو التالي :
- 8 حالات ارتكبتها مليشيات الحوثي
- 8 حالات ارتكبها مسلحون خارج إطار الدولة.
- 4 حالات ارتكبها مسئولون في الأمن
- حالة واحدة لمجهولين.
ممتلكات عامة 61 ممتلكا
تنوعت عمليات الإضرار بالممتلكات العامة من نهب وتدمير وبشكل مستمر من عدة جهات فقد تمكن فريق الرصد من تسجيل 61 حالة انتهاك تعرضت لها الممتلكات العامة وعلى النحو التالي:
حيث تصدرت انتهاكات الحوثيون الصدارة في استهداف المباني الحكومية والمركبات وتم تدمير 5 مركبات عامة من قبل مليشيات الحوثي.
45 مبنى دمر جزئيا بسبب قصف مليشيا الحوثي
وتنوعت الانتهاكات الأخرى بالنهب والإضرار وهي :
– نهب 4 مباني من قبل مسلحين خارج اطار الدولة.
– تضرر مركبتين عامة من قبل مسلحين خارج اطار الدولة
– نهب طقم عسكري من قبل مجهولين
– تضرر 3 مركبات عامة من قبل مجهولين
– سرقة كابلات كهرباء بقيمة 50 مليون ريال من قبل أفراد في الجيش.
ممتلكات خاصة 274 ممتلكا
واستمرت عملية انتهاك الممتلكات الخاصة في عام 2018 بشكل كبير وصل إلى 274 ممتلكا قامت ميليشيا الحوثي بما يزيد عن 80 في المائة منها.
وشملت انتهاكات الحوثي بهذا الخصوص جرائم حرب واضحة وجرائم ضد الإنسانية منها تفجير المنازل حيث فجرت 24 منزلا خلال العام الماضي بتعز لوحدها.
ودمرت 50 منزلاً تدميراً كاملاً و128 منزلاً تدميراً جزئياً وإجمالي ذلك على النحو التالي :
تسببت المليشيا ب 240 حالة:
- تدمير 128 منزلا جزئيا
- تدمير 50 منزلا كليا
- تفجير 24 منزلا
- تدمير 35 مركبة
- تفجير بئر مياه
- تفجير جسر
- احراق مزرعة
وكانت الجهة الثانية التي أضرت بالممتلكات الخاصة من المسلحين خارج إطار الدولة حيث
تسبب مسلحون خارج إطار الدولة ب 19 حالة:
- 4 حالات نهب
- تضرر 12 مركبات خاصة
- حالتي اقتحام
- إحراق فندق
وجاء طيران التحالف العرب ثالثا حيث تسبب طيران التحالف العربي ب 7 منازل:
- تضرر 6 منازل كليا
- تضرر منزل جزئيا
ورصد الفريق انتهاكات أخرى حيث تسبب مجهولون ب 8 حالات :
- تضرر منزل جزئيا
- 6 حالات نهب
- حالة حرق محل
الألغام والضرر المباشر
وحصدت الألغام التي زرعها الحوثي العديد من المزارع وتعرضت العشرات من المواشي للنفوق جراء القذائف والالغام التي تزرعها مليشيا الحوثي بشكل مستمر .
المجازر
وتحتل تعز الصدارة في عدد المجازر التي تعرض لها مدنيون وخلال العام 2018 ، وجل هذه المجازر ارتكبتها ميليشيا الحوثي بشكل ممنهج
وخلال العام، تم رصد حدوث 20 مجزرة ارتكبت مليشيا الحوثي 17 مجزرة منها راح ضحيتها 33 مدنيا بينهم 18 رجلا و7 نساء و8 اطفال , وأصيب 113 مدنيا بينهم 63 رجلا و7 نساء و43 طفلا, وتضرر 7 منازل بشكل كبير.
وارتكب طيران التحالف العربي مجزرتين راح ضحيتها 25 رجلا وأصيب 11 رجلا , ورصدت مجزرة أخرى ارتكبها مجهولون أصيب خلالها 6 رجال من المدنيين .
تعز قصة معاناة منسية
إن جملة انتهاكات حقوق الإنسان في تعز تؤكد أن هذه المحافظة التي يشكل سكانها قرابة خمس سكان اليمن وتمتد جغرافيتها إلى 10 ألف وأربعمائة كيلومترا تمتد من ساحل البحر الأحمر في المخاء ويتبعها مضيق باب المندب، وتمتد جنوبا إلى لحج لتشكل بوابة لعدن وهي مع محافظة إب يشكلان إقليم الجند الذي يعد ثقل اليمن السكاني والاقتصادي وقلب الجغرافيا اليمنية
لهذا يدفع الإقليم وعاصمته تعز ثمنا باهظا في هذه الحرب القائمة.
وحرصت ميليشيا الحوثي على ضرب تعز منذ اللحظة الأولى للإنقلاب ولكن مقاومة تعز أوقفت مشروع الحوثي في التمدد نحو محافظات الجنوب
ولهذا تحاصر تعز للعام الرابع على التوالي.
وتتعرض تعز لقصف يومي وانتشار المسلحين وانعدام الخدمات بشكل ممنهج.
وخلال الأعوام الأربعة تدهورت البنية الأساسية للمدينة التي كانت تعد الأفضل.
وتعرضت مؤسسات الكهرباء والماء والطرق والمنشآت التعليمية والصحية للتدمير المباشر.
كما عانى ولايزال أكثر من مليون شخص يسكنون وسط المدينة من تجويع مستمر بسبب الحصار المضروب على المدينة من قبل ميليشيا الحوثي.
إن حجم المعاناة في تعز لم يجد الإبراز الحقيقي له وبقيت معاناة تعز وسكانها ولا تزال قضية شبه منسية في الاطر الدولية فلم يزرها أي مبعوث دولي حتى الآن
كما اهملتها المنظمات الدولية المختلفة بشكل واضح عدا بعض الحضور الخجول لبعضها في موضوعات المساعدات الإنسانية،
وساهم ضعف السلطات المحلية في المحافظة من تفاقم المعاناة وذلك سهل بروز عددٍ من الجماعات المسلحة والأفراد خارج إطار الدولة يرتكبون انتهاكات عدة بحق المدنيين
ويشكل الثقل السكاني لتعز مع تدفق عشرات الآلاف من النازحين إلى قرى محافظة تعز معاناة مضاعفة فسكان المحافظة الذين يتجاوزون المليونين صاروا مع نزوح أخرى من المدن الأخرى ضعف ذلك , ومع بنية أساسية ضعيفة وحصار تضاعفت معاناة المدنيين في كل مجالات الغذاء والدواء والتعليم وشحة المياه.