الهجرة
مُنذ الأزمنة الأولى والبشرية في حالة تحرك وتنقل. فبعض الناس ينتقلون بحثًا عن العمل أو لأسباب اقتصادية، ومنهم من يهاجر للانضمام إلى أفراد عائلته أو سعيا لتحصيل أكاديمي. بينما يتنقل آخرون هربا من الصراع أو الاضطهاد أو الإرهاب أو انتهاكات حقوق الإنسان، وبعضهم يهاجر بسبب آثار تغيّر المناخ والعوامل الطبيعية والبيئية الأخرى.
تفوق أعداد من يعيشون ببلدان غير التي ولدوا فيها اليوم أي احصائيات مضت. ففي عام 2017، بلغ عدد المهاجرين 258 مليون شخص، مقارنة بنحو 173 مليون في عام 2000. ويعتقد إن نسبة المهاجرين من سكان العالم أعلى بقليل من تلك المسجلة على مدى العقود الماضية، أي ما يزيد عن 3.4٪ في عام 2017، مقارنة مع 2.8٪ في عام 2000 و2.3٪ في عام 1980. ويهاجر العديد الى بلادٍ خارج نطاق الاختيار، وأغلبهم يهاجر بسبب الضرورة. وهناك ما يقرب من 68 مليون مشرد قسري، بما في ذلك أكثر من 25 مليون لاجئ و3 ملايين طالب لجوء وأكثر من 40 مليون مشرد داخليًا.
من هو المهاجر؟
رغم أنه لا يوجد تعريف متفق عليه قانونًا، تعرف الأمم المتحدة المهاجر على أنه ”شخص أقام في دولة أجنبية لأكثر من سنة بغض النظر عن الأسباب سواء كانت طوعية أو كرهية، وبغض النظر عن الوسيلة المستخدمة للهجرة سواء كانت نظامية أو غير نظامية“. إلا أن الاستخدام الشائع للفظة يتضمن أنواعًا محددة من المهاجرين قصيري الأجل مثل عمال المزارع الموسميين الذين يسافرون لفترات قصيرة للعمل بزراعة منتجات المزارع وحصادها. ووفقًا لاتفاقية 1951 بشأن اللاجئين، يُعَرَّف اللاجئ على أنه كل شخص ”يوجد خارج دولة جنسيته بسبب تخوف مبرر من التعرض للاضطهاد لأسباب ترجع إلى عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه لعضوية فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية، وأصبح بسبب ذلك التخوف يفتقر إلى القدرة على أن يستظل بحماية دولته أو لم تعد لديه الرغبة في ذلك“.
المهاجرون وأهداف التنمية المستدامة
تعترف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 لأول مرة بمساهمة الهجرة في التنمية المستدامة. ويحوي 11 من أهداف التنمية المستدامة الـ17على أهداف ومؤشرات ذات الصلة بالهجرة. ويتمحور المبدأ الأساسي لجدول أعمال التنمية على ضرورة “عدم التخلي عن أحد” بما في ذلك المهاجرين.
وتم وضع المرجعية المركزية لأهداف التنمية المستدامة في الهدف 10.7: تسهيل الهجرة والتنقل المنظم والآمن والمنتظم والمسؤول للأشخاص من خلال تنفيذ سياسات الهجرة المخطط لها والمدارة بشكل مسؤول. فيما تشير الأهداف الأخرى مباشرة إلى الهجرة من خلال الاتجار والتحويلات المالية وحركة الطلاب الدوليين والعديد من أبعاد الهجرة، كما ترتبط الهجرة بشكل غير مباشر بالعديد من الأهداف الأخرى.
المنظمة الدولية للهجرة
المنظمة الدولية للهجرة هي المنظمة الدولية الرائدة في مجال الهجرة والتي أنشئت في عام 1951. وتعمل المنظمة الدولية للهجرة للمساعدة في ضمان إدارة الهجرة بشكل منظم وإنساني وتعزيز التعاون الدولي بشأن قضايا الهجرة والمساعدة في البحث عن حلول عملية لمشاكل الهجرة وتقديم المساعدة الإنسانية للمهاجرين المحتاجين من اللاجئين والنازحين. وأبرمت المنظمة الدولية للهجرة في عام 2016 اتفاقا مع الأمم المتحدة (A / 70/976) لتصبح إحدى الوكالات المتخصصة التابعة لها.
ولتعزيز مفهوم التنوع وإدماج المهاجرين في المجتمع، قامت المنظمة الدولية للهجرة بتطوير منصة “أنا مهاجر” والتي تحتوي على رؤى عن تجارب المهاجرين من جميع الخلفيات وخلال رحلات الهجرة.
بيانات عن الهجرة
في عام 2017، بلغ عدد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم – الأشخاص المقيمون في بلد غير بلدهم الأم – 258 مليون شخص (مقارنة بـ244 مليون في عام 2015)، شكلت المهاجرات 48٪ من هذا التعداد. ويقدر عدد الأطفال بنحو 36.1 مليون طفل مهاجر و4.4 مليون طالب دولي و150.3 مليون عامل. ويقيم 31٪ من المهاجرين في قارة آسيا و30٪ في أوروبا و26٪ في الأمريكتين و10٪ في أفريقيا و3٪ في البلدان الجزرية [المصدر: بوابة بيانات الهجرة العالمية]
العمل العالمي
تؤثر تحركات اللاجئين والمهاجرين على نطاق واسع على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وهي تتطلب تعاونًا أوثق وتقاسمًا للمسؤوليات. وفي عام 2016، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعًا رفيع المستوى حول معالجة آثار التنقلات الكبيرة للاجئين والمهاجرين. وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة تقريرا بعنوان “السلامة والكرامة” (A/70/59) يشتمل على توصيات بشأن المسائل المتعلقة بالهجرة وتنقل المهاجرين، فيما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مجموعة من الالتزامات عرفت باسم “إعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين” (A/RES/71/1) اعترافا بالحاجة إلى نهج شامل للهجرة وبالإسهام الإيجابي للمهاجرين في تنمية مستدامة وشاملة، والحث على صون السلامة والكرامة والحقوق والحريات الأساسية لجميع المهاجرين بغض النظر عن وضعهم.
واستجابة لإعلان نيويورك، عيّن الأمين العام في آذار/مارس 2017 السيدة لويز آربور من كندا كممثلة خاصة لشؤون الهجرة الدولية. ووافقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على التعاون في صياغة ميثاق عالمي للهجرة الآمنة والنظامية، ومن المتوقع مناقشته في مؤتمر دولي حول الهجرة الدولية في كانون الأول/ديسمبر 2018 في المغرب.
اليوم الدولي للمهاجرين
في 4 كانون الأول/ديسمبر 2000، أعلنت الجمعية العامة يوم 18 كانون الأول/ديسمبر يوما دوليا للمهاجرين بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين في العالم (القرار رقم 93/55 ). وفي مثل هذا اليوم كانت الجمعية العامة قد اعتمدت الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم