اللاجئون
يشهد العالم أعلى مستويات التشريد على الإطلاق. فمع حلول نهاية عام 2018، شُرد 70.8 مليون شخص من أوطانهم في جميع أنحاء العالم بسبب الصراع والاضطهاد. ويوجد بين أولئك المشردين ما يقرب من 30 مليون لاجئ، أكثر من نصفهم دون سن الـ18. ويوجد كذلك ملايين ممن هم بلا جنسية، ويُراد بهم من حرموا من الحصول على الجنسية والحقوق الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية والعمل وحرية التنقل.
إنشاء وكالة لمساعدة اللاجئين
منذ آلاف السنين، مُنح الفارون من الاضطهاد والصراع حق اللجوء في بلدان غيرهم. وظهرت وكالة الأمم المتحدة المعنية بمساعدة اللاجئين (تُعرف باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) في أعقاب الحرب العالمية الثانية لمساعدة الأوروبيين الذين شردهم الصراع.
وفي 14 كانون الأول/ديسمبر عام 1950 ، أسست الجمعية العامة للأمم المتحدة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنحت ولاية مدتها ثلاث سنوات لاستكمال مهمتها، على أن تُحل بعد ذلك. وفي العام التالي، في يوم 28 تموز/يوليو، اُعتمدت اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين ، التي تُعد الأساس القانوني لمساعدة اللاجئين، فضلا عن وثيقة يسترشد بها النظام الأساسي لعمل المفوضية. وبدلا من إنهاء المفوضية بعد انتهاء ولاية الثلاث سنوات كما كان مقررا، واصلت المفوضية عملها منذ ذلك الحين لمساعدة اللاجئين.
وفي الستينيات، نتج عن إنهاء الاستعمار في أفريقيا أول أزمة من أزمات اللاجئين العديدة في تلك القارة التي تحتاج إلى تدخل المفوضية. وعلى مدى العقدين التاليين، قدمت المفوضية المساعدة في أزمات النزوح في آسيا وأمريكا اللاتينية. وبحلول نهاية القرن برزت مشاكل لجوء جديدة في أفريقيا، وحدثت موجات جديدة من اللاجئين في أوروبا بسبب سلسلة الحروب في البلقان.
ويصبح عمل المفوضية أكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل عالم يشهد يتعرض فيه شخص إلى التشريد القسري كل ثانيتين.
المفوضية في الميدان
يوجد مقر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، إلا أن زهاء 89 % من موظفيها يعملون في الميدان. واليوم، يبلغ عدد موظفيها أكثر من 9700 موظفا يعملون في 126 بلدا لتقديم الحماية والمساعدة لما يقرب من 59 مليون شخص من اللاجئين والعائدين والمشردين داخليا وعديمي الجنسية. ويتركز الجزء الأكبر من موظفي المفوضية في بلدان آسيا وأفريقيا، حيث أن هاتين القارتين هما منشأ ومضيفتا أكبر عدد من اللاجئين والنازحين داخليا. ويعمل الموظفون في مواقع نائية وصعبة وغالبا خطيرة. وتوجد أكبر عمليات المفوضية في بلدان مثل أفغانستان وكولومبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وباكستان وسوريا والأردن ولبنان وتركيا والعراق.
الأونروا
أنشئت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في 1949، وحددت لها الجمعية العامة للأمم المتحدة ولاية تزويد الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينين في الشرق الأوسط. وعندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تستجيب لاحتياجات زهاء 750 ألف لاجئ فلسطيني. أما اليوم، فيوجد زهاء 5.4 مليون لاجئ فلسطيني مستحق للحصول على خدمات الأونروا في مناطق عملياتها الخمس: قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، والأردن، ولبنان، وسوريا.
ولاية الأونروا
يتاكمل تعريف اللاجئين في اتفاقية 1951 لللاجئين وتعريف اللاجئين الفلسطيني وفق ما حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
فوفقا للتعريف العملي للأونروا، فإن اللاجئين الفلسطينيين هم أولئك الذين كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة ما بين حزيران/يونيه 1946 وحتى أيار/مايو 1948، والذين فقدوا بيوتهم ومعايشهم بسبب حرب 1948.
احتفاظ أحفاد اللاجئين بوضع اللاجئ
بموجب القانون الدولي ومبدأ وحدة الأسرة، فإن أطفال اللاجئين وذريتهم يعتبرون كذلك لاجئين حتى التوصل إلى حل دائم. وتعترف الأونروا ومفوضية اللاجئين بالذرية بصفة اللجوء على ذلك الأساس، وهي ممارسة تحظى بقوبل واسع النطاق في المجتمع الدولي، بما في ذلك المانحون والبلدان المضيّفة.
ولا يختلف اللاجئون الفلسطينيون عن غيرهم ممن يعايشون حالات اللجوء المطولة الأخرى في بلدان مثل أفغانستان أو الصومال، حيث توجد أجيال متعددة من اللاجئين الذين يشملهم تعريف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتقدم لهم الدعم على ذلك الأساس. وحالات اللجوء المطولة هي نتيجة الفشل في الخروج بحلول سياسية للأزمات السياسية الأساسية.
تقديم الدعم لمخيمات اللاجئين
توجد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كثير من الأحيان في مخيمات اللاجئين لحمايتها. وعندما يترك اللاجئين دون الحصول على الضروريات الأساسية مثل الغذاء مثل هذا المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، فإن أسرة الأمم المتحدة تقوم بتوفير ذلك. ويتم توفير جزء كبير من هذا الدعم من خلال آلية العمل الإنساني للأمم المتحدة. وتنسق اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات ، من خلال “نهج المجموعة” العمل بين الوكالات الإنسانية الكبرى، سواء داخل وخارج منظومة الأمم المتحدة.
وتعتبر المفوضية الوكالة الرائدة فيما يتعلق بحماية اللاجئين والمشردين داخليا. جنبا إلى جنب مع المنظمة الدولية للهجرة وهي الوكالة الرائدة في تنسيق وإدارة المخيمات. وتشترك في زمام المبادرة فيما يتعلق بالمأوى في حالات الطوارئ مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وحاز مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مرتين على جائزة نوبل للسلام في عام 1954 و 1981.
تغير المناخ والكوارث الطبيعية والنزوح
وبالإضافة إلى الاضطهاد والصراع، تجبر الكوارث الطبيعية في القرن الـ21 (في بعض الأحايين بسبب تغير المناخ) الناس على البحث عن ملاجئ لهم في بلدان أخرى. وتزداد حدة وتواتر الكوارث من مثل الفيضانات والزلازل والأعاصير والانهيارات الطينية. وفي حين أن معظم النزوح الناجم عن هذه الأحداث هو تشرد داخلي، الإ أن تلك الأسباب قد تجبر الناس على عبور الحدود. ولا توجد صكوك قانونية دولية أوإقليمية لمعالجة محنة أولئك الناس.
إن النزوح الناجم عن الآثار البطيئة لتغير المناخ هو إلى حد كبير نزوحا داخليا. ولكن تسارع وتيرة الجفاف والتصحر وتملح التربة والمياه الجوفية، وارتفاع مستويات البحر، وتغير المناخ ساهم كذلك في النزوح العابر للحدود الدولية.
وهناك كوارث أخرى من صنع الإنسان مثل الحرمان الاجتماعي والاقتصادي الشديدين، واللذان يتسببا في فرار الناس عبر الحدود أيضا. وبينما يفر البعض بسبب الاضطهاد، فإن الأغلبية من الناس تفر بسبب غياب الخيارات الأخرى التي تشجعهم على البقاء. وبموجب اتفاقية عام 1951، لا يمكن لنقص الغذاء والمياه والتعليم والرعاية الصحية وموارد الكسب أن تكون كافية لقبول طلب اللجوء. ومع ذلك، قد يكون بعض هؤلاء الناس بحاجة الى بعض شكل من أشكال الحماية.
وتشكل جميع هذه الظروف والصراعات والكوارث الطبيعية وتغير المناخ تحديات هائلة أمام المجتمع الإنساني الدولي.
فعاليات
كما أعلنته الجمعية العامة، يحتفل سنويا باليوم العالمي للاجئين في يوم 20 حزيران/يونيه.
وفي 19 أيلول/سبتمبر 2016 ، استضافت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا رفيع المستوى بشأن التصدي لتحركات اللاجئين والمهاجرين الكبيرة، وذلك بهدف توحيد البلدان لإتخاذ نهجا أكثر إنسانية وأكثر تنسيقا.
موارد:
مزيدالموارد على الصفحة الانكليزية الموازية.