تعرض الأردن صباح اليوم لهجوم مسلح استهدف مبنى جهاز المخابرات العامة في منطقة البقعة شمال العاصمة عمان، الهجوم الإرهابي لم يكن الأول الذي يستهدف أمن المملكة التي تعرضت على مدى الأعوام السابقة لهجمات مماثلة باء أغلبها بالفشل.
نستعرض فيما يلي أبرز الهجمات الإرهابية التي تبنتها تنظيمات تحمل أفكار تنظيم القاعدة وداعش وإن اختلفت مسمياتها وتباينت فعالية هجماتها.
“جيش محمد”..اختراق أمني للتنظيمات المتشددة
أعلن مطلع العام 1991 عن اعتقال مجموعة تسمى “جيش محمد” كانت تنوي إحراق مكتبة المركز الثقافي الفرنسي، وإطلاق النار ليلا على واجهة بنك بريطاني، وتفجير سيارة لأحد ضباط المخابرات العامة، وسيارة أخرى لرجل دين مسيحي، بحسب لائحة الاتهام.
انفرط عقد التنظيم بسرعة بفعل الاختراق الأمني ثم أطلق سراحهم في عفو عام صدر العام 1992.
النفير الإسلامي
ظهر تنظيم “النفير الإسلامي” وأعلن عن اكتشافه العام 1992 واتهم النائب المعارض ليث شبيلات بالتخطيط له بهدف إقامة “دولة إسلامية” وخرج ومن معه من أعضاء الخلية المفترضة من السجن بالعفو العام عام 1992.
بيعة الإمام ..الزرقاوي والمقدسي وتجنيد السجناء
شكّل العام 1994 عاما مفصليا في بروز الفكر السلفي الجهادي الذي أنتج تنظيمي القاعدة وداعش، وشهد هذا العام تشبّع أبو مصعب الزرقاوي بهذه الأفكار بعد أن اعتقل بصحبة أبو محمد المقدسي الذي يعتبر أحد أبرز منظري التيار في الأردن والعالم، حيث تم اعتقالهما بتهمة تشكيل تنظيم يحمل الأفكار السلفية الجهادية وكان يخطط لإعادة إحياء جسم التنظيم الذي تعرض لعدة ضربات وملاحقات من قوى الأمن الأردني.
“الأفغان الأردنيون”..العائدون من الحرب يستهدفون الداخل
العام 1994 تم الإعلان عن تنظيم أطلق على نفسه اسم “الأفغان الأردنيون” ويبلغ عدد أعضائه 23 شخصا، كانوا ينوون استهداف الداخل الأردني خاصة البنوك ودور السينما بدعوى حرمتها، ونجح أعضاء التنظيم بتفجير دارين للسينما في عمان والزرقاء.
إطلاق نار على دبلوماسي فرنسي
شهد العام 1995 تعرض دبلوماسي فرنسي بعمان لإطلاق نار عليه، واتهم بالشروع بالقتل شابان ثبت أنهما لم يطلقا النار وقد برأتهما محكمة الجنايات، لكن محكمة امن الدولة إدانتهما بالإرهاب وحيازة المتفجرات.
تنظيم “الإصلاح والتحدي” ..نجاح أمني جديد
في 1997 أعلن عن اكتشاف تنظيم “الإصلاح والتحدي” الذي اتهمت مجموعته بتنفيذ عمليات رمزية إعلامية مثل تفجير سيارة إسرائيلية وسيارة مسؤول سابق وتفجير سور مدرسة أميركية في عمان.
وتحدثت الصحافة عن اعترافات متهمين بقضايا جرمية خطيرة مثل قتل رجال شرطة وسطو مسلح مصحوب بالقتل بأنهم مسؤولون عن عمليات “الإصلاح والتحدي”، لكن المحكمة لم تأخذ بأقوالهم هذه واعتبرتها محاولة لتضليل المحكمة.
مطلع الألفية..خلايا نائمة تستهدف السياح
أعلنت الحكومة الأردنية العام 2000 القبض على مجموعة بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية تستهدف أماكن سياحية وشخصيات سياسية وأجنبية.
وأعلنت اعتقال ثلاثة عشر متطرفا إسلاميا بينهم عراقي وجزائري تلقوا تدريبا في أفغانستان، وبعضهم سبق اعتقاله في قضايا إرهاب سابقة.
اغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي 2002
في حادثة اغتيال فردية وغير مسبوقة استهدف مسلحون الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي في أواخر تشرين الثاني العام 2002، وقد نجح المسلحون بقتل فولي الذي كان يعمل في وكالة التنمية الأميركية وقالت زوجته إنها لم تسمع صوت إطلاق نار ما يرجح استعمال القتلة لكاتم الصوت.
خلية الجيوسي 2004
تم القبض على قائد وأعضاء خلية إرهابية كانت تستعد لشن هجمات إرهابية في الأردن حيث كانوا يستعدون لتنفيذ أول هجوم إرهابي بالسلاح الكيمياوي يقوم به تنظيم القاعدة، تم احباط الهجوم وخرج الجيوسي ورفاقه على شاشة التلفزيون الأردني يشرحون مخططهم الذي تم إحباطه من قبل جهاز المخابرات العامة الأردني.
واعترف الجيوسي ان العملية كانت تستهدف رئاسة الوزراء ودائرة المخابرات العامة والسفارة الاميركية بعمان، وقد جهزت الخلية الإرهابية عشرين طنا من المتفجرات الكيمياوية كانت جاهزة لقتل 80 ألف مواطن وإصابة 60 ألفا آخرين بإصابات دائمة.
تفجيرات عمان 2005 ” الأربعاء الأسود”
في العام 2005 وقعت ثلاث عمليات إرهابية باستخدام أحزمة ناسفة استهدفت ثلاثة فنادق تقع في وسط العاصمة الأردنية عمان فيما عرف بالأربعاء الأسود، أسفرت الهجمات عن مقتل 57 شخصا وإصابة المئات، وأعلن تنظيم القاعدة في العراق بزعامة الأردني أبو مصعب الزرقاوي تبنيه للعملية.
خلية إربد..الأمن يهاجم أوكار الإرهابيين
قبل أشهر قليلة، استيقظ الأردنيون على خبر مداهمة خلية تابعة للقوات الخاصة لخلية في مدينة إربد شمال البلاد، أجهزة الأمن الأردنية أعلنت مقتل معظم أفراد الخلية واعتقال المتعاونين معها واستشهاد قائد القوات المقتحمة الرائد راشد الزيود، وكان هدف الخلية بحسب قوات الأمن الأردني القيام بهجمات تستهدف مقرات عسكرية ومنشآت حيوية.
ولم تكن هذه هي الهجمات الوحيدة التي تعرض لها الأردن منذ مطلع التسعينات الذي شهد عدة تحولات كبرى تمثلت بسقوط الاتحاد السوفيتي وعودة المقاتلين العرب من أفغانستان، وحرب عاصفة الصحراء في العراق، إضافة لاتفاقيتي أوسلو ووادي عربة بين السلطة الفلسطينية والأردن من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
جميع التحولات السابقة عملت بشكل متوازي مع ما تبعها من أحداث تمثلت باحتلال أفغانستان والعراق واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية بحسب المراقبين، على بزوغ التنظيمات المتطرفة التي عملت على استغلال الفوضى التي خلفتها الأحداث السابقة لتجنيد العديد من الشباب المحبط من الواقع لضرب الداخل العربي ومنه الأردن.