نظم مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان HRITC وبالتعاون مع معهد السلام الدولي IPI اليوم بصنعاء حلقة النقاش الخاصة بالدراسة الميدانية للمواطنة في اليمن .
في بداية الحلقة النقاشية تحدث المدير التنفيذي لمركز المعلومات عرفات الرفيد بكلمة أشار فيها إلى أن حلقة النقاش تأتي ضمن مشروع تصورات وممارسات المواطنة في اليمن : نحو تعزيز حقوق المرأة كمواطنة، لافتاً إلى أن الحلقة تعتبر النشاط الثالث ضمن مشروع تصورات وممارسات المواطنة في اليمن والذي ينفذه المركز بالتعاون مع معهد السلام الدولي.
وأشاد المدير التنفيذي لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان بالعلاقات القائمة بين المركز ومعهد السلام الدولي.
من جانبها أشارت مديرة معهد السلام الدولي في اليمن أمل الأشطل إلى أهمية هذه الحلقة كونها تناقش دراسة ميدانية واستطلاع للرأي العام اليمني تتضمن دلالات واضحة عن مدى رأي الناس بشأن المواطنة، وأشارت إلى أن الدراسة الميدانية تعتبر واحدة من أهم المشاريع التي ينفذها المعهد مع مركز المعلومات .
بعد ذلك قدم الباحث الرئيس للمشروع الدكتور أحمد الحميدي شرحاً مفصلاً عن الدراسة الميدانية التي حملت عنوان ” تصورات وممارسات المواطنة في اليمن: نحو تعزيز مواطنة المرأة”، حيث أشار إلى أن المواطنة كمفهوم شامل له أبعاده المادية والقانونية والسلوكية يتطور في سياق تطور المجتمعات وتحولاتها وهي جوهر تلك التحولات ،وأن المواطنة المتساوية ثمرة لنضالات البشر من أجل إثبات الذات والتمتع بالحقوق.
ولفت الدكتور الحميدي إلى أن المرأة كابدت التهميش والإقصاء وظلت شيئاً ثانوياً بالنسبة للرجال لمراحل طويلة من الزمن حتى بعد نشوء الدولة القومية في أوروبا وظلت كذلك حتى وقت قريب إلا أن آلامها ما زالت تتعاظم في مجتمعاتنا العربية ،وذهب إلى القول بأن المواطنة عموماً ومواطنة المرأة خصوصاً مؤشر لمصداقية التوجه الديمقراطي والمعيار الحقيقي للممارسة الديمقراطية إذ لا يمكن البتة لنظام ديمقراطي أن يتأسس بدون مشاركة فعلية وفاعلة من قبل المواطنين جميعاً وهذا بالضبط يعتبر جوهر المواطنة التي تقوم على أساس فكرة الشعب صاحب السيادة والحقوق والواجبات.
وأورد الباحث الدكتور أحمد الحميدي في الدراسة تعريفاً لمفهوم المواطنة وفقاً لمجمل التعريفات التي أوردها من كتب حول هذا المفهوم، وقال إن المواطنة هي رابطة عاطفية وسلوكية إزاء قضايا المواطن وعلاقة قانونية تربط الفرد بوطنه تقوم على أساس المسئولية والتضامن والتمتع بكافة الحقوق وتحمل مقابلاتها من الالتزامات بهدف المشاركة في بناء الوطن وتطوره والتمتع بخبراته.
وأوضح بأن المواطنة بهذا المعنى قوامها الغيرة على الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه والمشاركة في تنميته وتوسيع مشاركته في الحضارة الإنسانية، لا يمكن أن تترعرع إلا في ظل الحرية والتفكير النقدي والإحساس بالمشترك الإنساني وانمحاء التميز تماماً بين الذكور والإناث.
الدراسة التي أجريت في ثلاث محافظات صنعاء ، عدن وتعز شملت عينة من ثلاثمائة شخص هدفت إلى تحديد ماهية المواطنة وبيان مرتكزاتها الأساسية والوقوف عند حقيقة مواطنة المرأة اليمنية لتحقيق غاية رئيسية تتمثل في تعزيز مواطنية المرأة لتصبح عنصراً أساسياً في المجتمع .
وتضمنت الدراسة العديد من المؤشرات بناء على آراء المستهدفين فيما يخص الحقوق والحريات ومسألة المواطنة عموماً ، بالإضافة إلى آراء المستهدفين ومدى معرفتهم بالتغيير الحاصل في مفهوم المواطنة وبالذات مواطنية النساء، ورؤيتهم للممارسة العملية للمواطنة وتجسيدها واقعياً سواء كحق أو واجب أو انتماء.
وإلى جانب المؤشرات ونتائج الاستبيان الذي أجري بشأن المواطنة فقد تضمنت الدراسة ثلاثة مباحث ،حيث تناول المبحث الأول المرتكزات الأساسية لمواطنة المرأة ، فيما ركز المبحث الثاني على واقع مواطنة المرأة، في حين تضمن المبحث الثالث متطلبات تعزيز مواطنة المرأة.
هذا وقد أثريت الحلقة النقاشية بالعديد من المداخلات من قبل عدد من الأكاديميين وممثلي المجتمع المدني وعدد من أعضاء مؤتمر الحوار والتي أكدت في مجملها بأن حقوق المرأة لا تقل شأناً عن حقوق الرجل بما في ذلك حق المواطنة المتساوية.