أعلن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان رصده مايزيد عن ٨٠٠٠ انتهاك بحق المدنيين ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في مديرية كشر وبلدة قبائل حجور بمحافظة حجة خلال نحو ٦٠ يوما الماضية.
مشيرا إلى أن عدد القتلى بلغ ٢١٣ مدنيا بينهم ٢٤ طفلا و٣٢ امرأة، وأصيب ٤٩٦ مدنيا بينهم ٣٨ طفلا و٦٣ امرأة.
وأشارت احصائيات اطلقها المركز اليوم في ندوة خاصة عقدها حول حقوق الإنسان في اليمن تحت عنوان “حجور المأساة المستمرة “بالتعاون مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان في العاصمة المصرية القاهرة إلى اختطاف المليشيات ١٧٦ مدنيا واخفاء معظمهم قسريا.
وتهجير نحو ٢٦٦٥ اسرة ونزوح ٤٨٥٦ أسرة
جراء القصف بمختلف الاسلحة الثقيلة.
وقامت المليشيا بتفجير واحراق ١٥٠ منزلا منها ٧٥ منزلا تم نهب محتوياتها وتدميرها كاملا، كما قامت بحرمان أكثر من ٢٠ ألف طالبا وطالبة من الدراسة في حجور جراء القصف وتعرضت ٤٥ مدرسة للقصف وحولت المليشيا ٨ مدارس اخرى ثكنات عسكرية لعناصرها.
وبحسب مصادر متعددة قال مركز المعلومات ان مليشيا الحوثي دمرت ٥ أسواق مما حرم ٢٥٠٠ أسرة من التجار والعاملين فيها من تجارتهم ومصدر رزقهم، وفجرت واحرقت ٣٥ بابور لنقل الماء كما سيطرت على ١٨٦ مزرعة واتلفت ٤٥ مزرعة أخرى.
وفي الندوة أكد هاني الاصبحي في كلمة لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان أن مليشيا الحوثي لازالت حتى اللحظة تمارس أبشع الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين العزل في كشر وبلدة قبائل حجور.
ودعا المفوضية السامية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة لزيارة حجور والاطلاع على المأساة الإنسانية لمعرفة حجم الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد المدنيين.
وتناول الناشط الحقوقي عامر السعيدي والذي يمثل شهادة حية من ابناء حجور والقادم مؤخرا منها ابرز الإنتهاكات متطرقا الى العديد من القصص الانسانية لمجازر بشعة ارتكبتها المليشيا بحق المدنيين العزل .
وتناول السعدي الأهمية الجغرافية لحجور وما تمثله من أهمية إستراتيجية للمليشيا في ادارة حربها الانقلابية التي بدأتها في حجور منذ نوفمبر ٢٠١١ لتتجدد مطلع العام الجاري، لوقوعها على الطريق الاسفلتي الذي يربط بين مدينة حرض الحدودية مع المملكة العربية السعودية وصولا إلى حوث وحرف سفيان في محافظة عمران والتي تخضع لسيطرة الحوثي وهي بيئة صلبة وعرة تلائم المليشيا في إدارة معاركها مع الجيش الحكومي.
واستماتة المليشيا في تأمين هذا الطريق كشريان أخير لدعم وإسناد جبهاته في حيران ومثلث عاهم.
كما تسعى المليشيا لتحويل جبال حجور إلى منصة لاطلاق الصواريخ وجعل المدنيين دروعا بشرية يحتمي بها أفراد المليشيا من القصف الجوي.
بالاضافة إلى أن تلك المنطقة تعد اكبر منجم ذهب في اليمن والذي يمتد بين مديريتي افلح وكشر، كما تشكل المنطقة خطرا على الفكر الحوثي وايديولوجيته لمخالفتها إياه.
وتطرق السعيدي لعدد من القصص المروعة ارتكبتها المليشيا في عدد من المناطق وفرضها حصارا خانقا وسيطرتها على مصادر المياه متسببة في ازمة ماء حادة، ومنعت وصول الغذاء واسعاف الجرحى مما أدى إلى وفاة العديد منهم والتي كان أخرها وفاة وضاح ريمان بسبب نزيف استمر أياما وتم تناقل مشاهد له وهو يستجدي العالم إنقاذه دون جدوى.
وكشف السعيدي عن قيام المليشيا بقصف ٣ قرى بصواريخ باليستية، وتعرض ٧٠٠ منزل للتدمير جزئيا جراء القصف المدفعيوالصاروخي.
كما قامت بحجب كل وسائل التواصل الاجتماعي وخدمة الاتصالات والانترنت وعزل المنطقة عن اليمن والعالم، كما قامت باختطاف ابناء حجور في صنعاء والمدن الخاضعة لها واقتحام البيوت ، مشيرا إلى غياب كل منظمات الإغاثة وحقوق الإنسان وتجاهل المجتمع الدولي لكل تلك الجرائم والانتهاكات.
وكشف السعيدي ايضا عن ممارسات أخرى ارتكبتها المليشيا عقب حسمها للحرب في المنطقة والتي تمثل معظمها قيامها باعدامات ميدانية وتصفيات لابناء المنطقة واعتقال قادة المقاومة وقيادات حزبية ومجتمعية واقتيادهم إلى مناطق مجهولة كالقيادي الناصري الشيخ زيد عرجاش ورئيس حزب المؤتمر بكشر محمد العمري وعدد من قيادات الإصلاح.
بدوره صنف محمد راضي المدير التنفيذي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان الانتهاكات التي طالت المدنيين في حجور بأنها جرائم ضد الإنسانية لايمكن تبريرها، مؤكدا إدانة المنظمة العربية لكافة اشكال العنف التي طالت المدنيين ومطالبتها بالعمل الفوري لوقف إطلاق النار من أجل الانسان الذي يرزح تحت هذه الحرب، وتحذيرها من إطالة الاقتتال الذي يزيد من المآسي والانقسام الذاتي الذي يؤدي إلى حرب لامتناهية.