الوضع العام:
لازالت محافظة تعز تعيش اوضاعاً انسانية بالغة الصعوبة في ظل الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الانقلابية منذ ما يقارب الثلاثة أعوام، ورغم عودة الأوضاع بشكل جزئي إلى طبيعتها في عدد من المناطق المحررة بالمحافظة وافتتاح مكتب البنك المركزي وتفعيل عدد من المكاتب والمدارس والجامعات والمقرات الاخرى، إلا أن الأوضاع الأمنية والمعيشية وتفشي الأمراض لاتزال هي التحدي الأكبر الذي يواجه المدنيين والسلطة المحلية في تلك المناطق.
وتعيش مدينة تعز وقراها أوقاتا عصيبة على مدار اليوم جراء سقوط عشرات القذائف المختلفة والقصف بمختلف الأسلحة الثقيلة والدبابات والصواريخ على الاحياء والقرى ذات الكثافة السكانية والتي تقوم المليشيات الانقلابية باطلاقها بشكل عشوائي ومكثف بالرغم من عدم تواجد أي ثكنات عسكرية أو تواجد للمقاومة أو الجيش في تلك المناطق المستهدفة وهو مايؤكد استهداف المليشيا للمدنيين وخصوصا الأطفال والنساء بشكل مباشر.
كما تعاني المدينة من انقطاع تام للخدمات كالكهرباء والمياه والصرف الصحي وتراكم مخلفات القمامة وانتشار الاوبئة والامراض المعدية كالكوليرا والدفتيريا وغيرها وشحة المساعدات الانسانية والاغاثية والادوية والمستلزمات الطبية، والمواد النفطية والتشغيلية.
ويعيش المواطنون اوضاعا معيشية بالغة الصعوبة جراء انقطاع المرتبات لفترات طويلة وعدم الانتظام في صرفها، حيث يعيش ما يزيد عن 60 ألف موظفاً على الراتب فقط، مما يهدد بازدياد رقعة الفقر وحدوث كارثة انسانية وازمة غذائية حادة في المحافظة.
ويزداد الوضع الصحي في المحافظة سوءا، ويتفاقم بشكل حاد مع تفشي الأمراض والأوبئة، وازدياد حالات المصابين بوباء الكوليرا، والتي وصلت إلى الالاف من الحالات المصابة خلال النصف الثاني بحسب احصائيات رسمية ووفاة العشرات من المصابين، وشحة المحاليل العلاجية لامراض الفشل الكلوي وغيرها من الامراض الاخرى.
نزوح متصاعد:
وشهدت عدد من قرى محافظة تعز نزوحاً وتهجيراً قسرياً جماعياً من قبل المليشيات ففي يوليو رصد الفريق الميداني لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان نزوح 15 اسرة من قرى الخلوة والشقب وماتع، في مناطق حذران تعز؛
وفي اغسطس تم رصد نزوح 238 اسرة من مناطق “الأكبوش والأحكوم ” بمديرية حيفان و “حذران”بالتعزية و”الشقب” بصبرالموادم و”الحود” بالصلو؛
وفي سبتمبر نزحت 13 اسرة من عدة قرى بمديرية خدير، وفي اكتوبر تم تسجيل نزوح وتهجير 176 اسرة من قرية القوز بالاشروح وصبر الموادم وعد من الارياف الأخرى؛
وفي مطلع نوفمبر تعرض اهالي الاشروح بجبل حبشي للتهجير القسري وتم رصد تهجير 183أسرة من و الاشروح جنوب غربي مدينة تعز ومناطق خور الضباب أطراف الربيعي غرب تعز.
وشهد شهر ديسمبر موجة نزوح وتهجير قسري كبيرة حيث وصلت إلى 346 اسرة بحوالي 1897 مدنيا نتيجة القصف المكثف واقتحام القرى في عزلة الحيمة بمديرية التعزية، بالإضافة إلى قرى الأشروح والقوز بجبل حبشي ومديريتي موزع ومقبنة، والشقب والجيرات بمديرية صبر الموادم.
وتقوم المليشيات الانقلابية بقصف تلك القرى والعزل بشكل مكثف وإجبار الاهالي على النزوح وتهديدهم بتفجير المنازل وتقوم بزراعة الالغام في القرى والمساكن المهجرة والمزارع بعد اعطاب الكثير من الالات والمعدات الزراعية واتلاف المحاصيل الزراعية.
ويواجه النازحون في المخيمات المنتشرة في مختلف مناطق تعز ظروفا بالغة الصعوبة وأوضاعا مأساوية بسبب الإهمال المتعمد لهم، ويفاقم المأساة بؤس حياة المخيمات وشدة البرد وندرة الحصول على الماء والمواد الغذائية واستخدام طرق بدائية في طهي الطعام والعيش في مساكن صغيرة، ويعاني النازحون من شحة في الامكانيات المادية والمعنوية وسط تجاهل العديد من المنظمات الاغاثية المحلية والدولية.
القصف المستمر:
وشهد شهر ديسمبر الماضي ارتفاعا كبيرا في عدد الضحايا من المدنيين جراء كثافة قصف مليشيا الانقلاب على المدينة وعدد من القرى والارياف في محافظة تعز، محدثة خمسة مجازر هي مجزرة شعب الدبا في 2 ديسمبر راح ضحيتها مدنيين اثنين و4 جرحى.
وفي 3 ديسمبر اصيب في منطقة الحميراء 3 أطفال حالتهم خطيرة، وفي 7 ديسمبر سقط قتيلين و6 جرحى، وفي 26 ديسمبر اصيب اربعة اطفال ومدني واحد حالتهم خطيرة، وفي 28 ديسمبر اصيب 3 اطفال حالتهم خطيرة، إلى جانب غارات التحالف العربي والتي نتج عنها مقتل 47 مدنيا من المدنيين واصابة 96 مدنيا بينهم نساء واطفال.
احتجاجات واسعة:
وتعتري مدينة تعز حالات من الغضب والسخط الشعبي حيث تم تنظيم عدة مسيرات ووقفات احتجاجية لمطالبة قوات التحالف العربي والجيش الوطني بسرعة حسم المعركة مع مليشيا الانقلاب، واستعادة جميع المناطق في المحافظة من قبضة المليشيا.
وإيقاف اعمال الشغب والتقطعات ونهب الاموال العامة والخاصة من قبل بعض المسلحين المنتميين لفصائل من المقاومة، وطالب المحتجون الاجهزة الأمنية بالقيام بواجبها وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة مطالبين بسرعة تفعيل مؤسسات الدولة بما يضمن حماية المواطن ووضع حد لجرائم القتل والانفلات الامني في مدينة تعز.
وتشهد مدينة تعز في المناطق المحررة اضطرابات امنية نتيجة اشتباكات لمسلحين من فصائل مختلفة في المقاومة، وتسببت أعمال البلطجة وانتشار العصابات المسلحة وفرض الاتاوات على التجار بالقوة بإغلاق الكثير من المحلات التجارية، خوفاً من المسلحين، فيما اضطر الآخرون إلى توظيف مسلحين من أهاليهم لحراسة محلاتهم من أي اعتداء.
انتشار واسع للالغام :
وتعاني العديد من المناطق التي تتعرض للقصف بشكل يومي لشحة في الامكانيات ومواد الاغاثة التي لاتصلهم غالبا كحي المفتش أسفل عصيفرة شمال مدينة تعز وغيرها، كما تعاني الكثير من المناطق التي انسحبت او تسيطر عليها الميليشيات من زراعة شبكة واسعة من الالغام والعبوات الماسفة التي اودت بحياة كثير من المدنيين بينهم نساء واطفال ونفوق الكثير من الحيوانات التي يعتمد عليها ابناء تلك المناطق بشكل رئيسي في حياتهم اليومية بالإضافة إلى اصابة الكثير منهم وتزايد حالات الاعاقات نتيجة لبتر الاطراف بسبب التعرض لانفجار تلك الالغام.
الاحصائيات :
رصد الفريق الميداني لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان ” 6143″ انتهاكا خلال النصف الثاني من العام 2017 وهي كالتالي :
القتلى | المصابين | |
نساء | 30 | 33 |
اطفال | 52 | 74 |
رجال | 161 | 131 |
الاجمالي | 243 | 238 |
سبب القتل :
عدد القتلى المدنيين | |
قنص مباشر من قبل المليشيا | 31 |
قذائف المليشيات | 58 |
دهس بطقم للمليشيات | 2 |
اختطاف وتعذيب من قبل المليشيا حتى الموت | 3 |
اغتيال مباشر من قبل المليشيات | 14 |
صاروخ للمليشيات | 3 |
الغام زرعتها المليشيات | 9 |
عبوة ناسفة للمليشيا | 2 |
اعدام من قبل المليشيا | 1 |
غارة جوية للتحالف العربي | 46 |
اشتباكات بين مسلحين في المقاومة والجيش | 8 |
مسلحين مجهولين | 28 |
اختطاف وعذيب من قبل مجهولين | 1 |
اخرى | 37 |
الاجمالي | 243 |
سبب الاصابة:
عدد المصابين المدنيين | |
قنص مباشر من قبل المليشيا | 43 |
قذائف المليشيات | 123 |
الغام زرعتها المليشيات | 14 |
قصف صاروخي للمليشيا | 13 |
عبوة ناسفة زرعتها المليشيات | 2 |
غارة جوية للتحالف | 24 |
رصاص مجهولين | 17 |
محاولة اغتيال | 2 |
الاجمالي | 238 |
الاختطاف والاخفاء القسري :
وثق فريق الرصد الميداني “63” حالة اختطاف واخفاء قسري قامت بها مليشيات الانقلاب خلال النصف الثاني للعام 2017 وهي كالتالي :
- 40 مختطفا
- 23 مخفي قسريا
- تم تعذيب 11 مختطف ومخفي منهم.
النزوح والتهجير القسري:
قامت ميليشيات الانقلاب بتهجير ونزوح 971 اسرة بواقع “5382” مدنيا بحسب ما استطاع الفريق الميداني توثيقه معظمهم من النساء والاطفال وكبار السن.
حرية الرأي والاعلام :
رصد الفريق الميداني “حالتي” انتهاك طالت حرية الاعلام في تعز خلال النصف الثاني من العام 2017 وهي كالتالي :
- محاولة اغتيال مراسلين اثنين من قناة يمن شباب من قبل قنصا برصاص قناص تابع لمليشيا الحوثي في 13 من اغسطس.
- اعتداء مسلحين في فصائل المقاومة على طاقم الجزيرة مباشر اثناء تأدية عملهم في 15 من اغسطس.
الممتلكات العامة والخاصة:
نتيجة لاشتداد المعارك والقصف اليومي والمكثف من قبل المليشيات فقد عجز فريق الرصد الميداني في الوقت الحالي عن رصد كافة الممتلكات العامة والخاصة التي تعرضت للاضرار الكلية والجزئية وماتم رصده يشكل جزءا يسيرا جدا مما تضرر خصوصا في القرى التي يتم قصفها بكثافة يوميا وتهجير ساكنيها.
وتم توثيق ورصد مايلي :
الممتلكات العامة :
تم رصد وتوثيق “24” حالة انتهاك لممتلكات عامة كالتالي:
- تضرر 11 منشأة عامة بشكل جزئي نتيجة قصف الميليشيات بينها قلعة القاهرة ومستشفى الثورة .
- تدمير 6 منشئات بشكل كلي بينها مسجدين ومدرسة جراء قصف المليشيات .
- 2 حالات نهب واقتحام لمصنع البرح ومصرف عام من قبل المليشيات.
- احتجاز 5 قواطر تحمل مستشفا ميدانيا من قبل قوات امنية تابعة للسلطة المحلية في حوطة لحج.
الممتلكات الخاصة :
تم رصد وتوثيق “191” حالة انتهاك لممتلكات خاصة كالتالي :
- تدمير 48 منزلا بشكل كلي.
- تدمير 66 منزلا بشكل جزئي.
- تفجير 6 منازل.
- اقتحام 9 منازل ونهب محتوياتها.
- تدمير 13 منشأة خاصة.
- تدمير 39 مركبة خاصة
- نهب 8 مركبات خاصة، ودراجتين ناريتين.