عقد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان اليوم ندوة حقوقية نوعية حول اليمن في المجلس الدولي لحقوق الإنسان بالمدينة السويسرية جنيف بالشراكة مع ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان بمصر حول “أثار النزاعات المسلحة على حقوق الانسان .. اليمن نموذجا” .
وبدأت الندوة التي تعد باكورة انشطة المركز بكلمة للمدير التنفيذي للمركز عرفات الرفيد والذي استعرض من خلالها انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن بسبب الانقلاب الحوثي. وأكد أن مايشهده اليمن من إنتهاكات تصل إلى حد جرائم الحرب والعدوان. وقال الرفيد أن الحوثيين ينتهكون كل الحقوق وعلى رأسها الحق في حرية التعبير واعتقال كل من يخالفهم في الرأي، مشيرا إلى وجود عشرات الصحفيين والناشطين في سجون الحوثي.
كما تقوم المليشيات بأخذ رهائن من أبناء واقرباء الصحفيين حتى تضمن عدم مهاجمتهم لها.
وتطرق الرفيد لسقوط الآلاف من الضحايا المدنيين بسبب القصف العشوائي، والألغام المزروعة في عدد من المحافظات.
واشار إلى وجود عمليات اعتقال واسعة للنشطاء من مختلف الأطراف في اليمن بجانب ممارسة مليشيات الحوثي التعذيب الممنهج بصورة نمطية في سجونها.
واكد الرفيد بأن الوضع الانساني في اليمن يزيد سوءا بسبب تعنت مليشيات الحوثي في منع إدخال سفن الاغاثة الى المحتجين لها في مناطقها بجانب إصرار المنظمات الاغاثية على ادخال المعونات من ميناء الحديدة دون غيره من الموانيء اليمنية.
وقال الكاتب الصحفي مجدي حلمي عضو الهيئة الاستشارية لمركز المعلومات أن ربع الدول العربية تعاني من النزاعات وانها المنطقة الساخنة الوحيدة في العالم الان.
وأوضح أن أكبر حق منتهك في هذه الدول هو حق الشعب في السيادة على أرضه.
وأشار حلمي إلى إن العراق وسوريا تعد نموذجا واضحا لهذه الحالة، فإيران وامريكا وتركيا هم أصحاب النفوذ الأقوى في العراق اليوم ويتدخلون حتى في القرارات التي تتصل بقوت الشعب في حين نرى تركيا وأمريكا وإيران ورسيا هم أصحاب اليد الطولى في سوريا ويؤثرون على كل القرارات فيها أيضا.
وأوضح حلمي أن ما يجري في اليمن فاق الجرائم التي نصت عليها المحكمة الجنائية الدولية مشيرا إلى أن انقلاب جماعة الحوثي أدى إلى تدهور حاد في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن أمراضا انتهت من العالم عادت للظهور في اليمن مثل التيفود والكلوليرا وحمى الضنك، والتي أدت إلى وفاة أكثر من 6 آلاف يمني خلال العام الماضي فقط.
كما تطرق إلى انتهاك جماعة الحوثي للحق في التعليم وتحويل المدارس إلى مخازن للسلاح ونقاط تمركز للمليشيات وحرمان أكثر من 2 مليون طفل من هذا الحق مما يجعل مستقبل هذه الدولة غامضا مع تغيير مناهج التعليم لتصبح طائفية أكثر منها مناهج للعلم.
وقال في رده على سؤال طرحه أحد أفراد جماعة الحوثي نحن هنا في مقر الأمم المتحدة ممثل الشرعية الدولية وجميع القرارات الدولية تؤكد أن جماعة قادت إنقلابا على الشرعية و الحوار الوطني مما أدى إلى استنفار دول الجوار خاصة وأن الجماعة ممولة من إيران التي لها أطماع في المنطقة.
وأكد أن جماعة الحوثي هي المسئول الأول عما يحدث على الأرض في اليمن وكل تدخل كان رد فعل على ماحدث منذ 4 سنوات مضت.
بدوره دعا سعيد عبد الحافظ مدير ملتقى الحوار للتنمية المنظمات الدولية إلى الاهتمام بحقوق الضحايا وخاصة ضحايا الإرهاب في المنطقة العربية.
وأكد أن المنظمات الدولية تبرر العمليات الارهابي بالرغم من أنها تؤدي إلى انتهاك الحق الاسمى وهو الحق في الحياة لآلاف الضحايا من المدنيين.
وأشار عبد الحافظ إلى ازدواجية المعايير الدولية في قضايا مكافحة الإرهاب والتي أصبحت محل سخط شعبي. واصبح الناس يفقدون الثقة في المنظمات الكبرى.
وقال أن مبرر هذه المنظمات بأن القمع السياسي هو السبب في الارهاب وهو مبرر انتهى إلى الأبد لأن الإرهاب ضرب دولا عريقة في الديمقراطية والحريات في أوروبا.
وطالب عبد الحافظ المجتمع الدولي باتخاذ اجراءات حقيقية لمواجهة ظاهرة الإرهاب لحماية حقوق الانسان في العالم كله.
وأدار الندوة التي تعقد على هامش مجريات الدورة الأربعون لمجلس حقوق الإنسان الدكتور عاطف السعداوي الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية الذي ركز على الآثار السلبية للنزاعات في المنطقة، موضحا أنه نتج عن ذلك ظهور جماعات ارهابية كبرى في المنطقة.
ونتيجة للزخم الذي حققته الندوة حاول أفراد جندتهم مليشيا الحوثي لإفشال الفعاليات الحقوقية الفاضحة لجرائمها بمجلس حقوق الإنسان بجنيف إفساد الندوة لكن نشطاء يمنيون نجحوا في منعهم من ذلك رغم محاولاتهم المتكررة لافشالها.
وحاول إثنان من افراد تلك الجماعة
تصوير النساء الحاضرات في الندوة من الناشطات اليمنيات بحجة تهديدهن ووضعها في قوائم ملاحقات من قبل الحوثيين.
وتصدى لهما المنظمون مما ادى إلى تدخل أمن الامم المتحدة وتم مسح جميع الصور التي التقطاها.
يذكر أن قواعد الامم المتحدة لاتسمح إلا للمنظمين فقط تصوير الفعاليات المنعقدة داخل المجلس.