في اليوم العالمي لمعرفة الحقيقة …
*مركز المعلومات يطالب المجتمع الدولي بصون كرامة الضحايا في اليمن والمنطقة العربية*
يصادف اليوم الرابع والعشرون من مارس / آذار
اليوم الدولي للحق في معرفة الحقيقة فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولاحترام كرامة الضحايا.
وهي القضية الأبرز التي ناضل من أجلها العالم كون إظهار الحقائق لا يدين فقط مرتكبي الجرائم في حق حقوق الإنسان، ولكن يعمل على صون هذه الحقوق مستقبلا، ووقف الانهيارات التي تجتاح العالم وتضرب بشدة منظومة حقوق الإنسان.
ففي 21 كانون الأول/ديسمبر 2010، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 24 آذار/مارس من كل عام يوما دوليا للحق في معرفة الحقيقة فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولاحترام كرامة الضحايا.
وتم اختيار التاريخ لأنه في 24 آذار/مارس 1980،اغتيل رئيس الأساقفة أوسكار أرنولفو روميرو من السلفادور، بعد إدانة انتهاكات حقوق الإنسان.
والآن وبعد عشرة أعوام على القرار الدولي تتجلى حاجة العالم أكثر من أي وقت مضى في أهمية إحترام الحق في معرفة الحقيقة فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وتأتي هذه المناسبة والمنطقة العربية عامة واليمن بشكل خاص يعيشان أسوأ حالات الإنتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب من حرب مدمرة قضت على معظم البنية الأساسية للبلد وخلفت عشرات الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى ومغيبين في سجون سرية مختلفة.
وخلال خمس سنوات مضت احتلت اليمن صدارة الدول في تردي الوضع الإنساني.
وتنوعت مناهج التعذيب والانتهاكات التي قامت بها قوات الحوثي في صنعاء والسلطات المختلفة أيضا في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا
ومناطق تابعة لنفوذ دول التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة السعودية والإمارات.
حيث نجد أن حالات حقوق الإنسان في مختلف المناطق اليمنية بحالة تراجع تبعث على الخوف الحقيقي على مستقبل ووحدة اليمن كله
وتنوعت الإنتهاكات من القتل المباشر خارج نطاق القضاء إلى الاختطاف والتعذيب والأخفاء القسري في سجون سرية مختلفة.
كما رسخت الحرب مناهج الإنتهاكات المستمرة في تجنيد الأطفال وزرع الألغام الأرضية في مداخل القرى والحقول الزراعية والطرقات العامة.
إن ذكرى اليوم العالمي للحق في معرفة الحقيقة فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولاحترام كرامة الضحايا يجعلنا ندق ناقوس الخطر ثانية تجاه ملف حقوق الإنسان في اليمن والمنطقة العربية خاصة سوريا والعراق وليبيا والأراضي الفلسطينية.
حيث تبقى هذه البقعة من العالم الأكثر خطورة في استمرار الإنتهاكات الجسيمة التي تطال الرجال والنساء والأطفال على حد سواء.
والأكثر إخفاء للحقائق الأمر الذي يجعل مرتكبي الجرائم خارج إطار المسائلة.
إننا بحاجة إلى تضامن العالم أجمع ولأن يتحمل المجتمع الدولي مسئوليته لأجل الحقيقة واحترام كرامة الضحايا، وحتى لايفلت مرتكبي الجرائم من العقاب.
تعز 24 مارس 2020