نظم مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (Hritc) صباح الأحد 15/2/2004 على قاعة فندق عدن بمحافظة عدن حلقة نقاش خاصة عن دور نقابة الصحفيين اليمنيين في تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في المجتمع بحضور عدداً كبير من رجال الصحافة والإعلام .
وفي حلقة النقاش التي افتتحها الأستاذ/عزالدين الأصبحي مدير عام مركز المعلومات بكلمة أكد فيها على أهمية الدور الذي تلعبه النقابات في التحول الديمقراطي في المجتمع وقال : بأن نقابة مثل الصحفيين أو نقابة المحاميين تأتي في طليعة المنظمات النقابية التي لابد لها أن تضطلع بدور متميز لحماية الحقوق والحريات , كما أعرب عن سعادته للحضور الكمي والنوعي لزملاء المهنة . وفي الحلقة قدمت خمس أوراق : الورقة الأولى للأستاذ /عبد الباري طاهر النقيب السابق للصحفيين اليمنيين بعنوان نقابة الصحفيين من التوحيد إلى المؤتمر –رؤيا تقييمة – حيث استعرض في بداية ورقته الوضع النقابي السابق الذي كان في الشطرين الشمالي والجنوبي قبل الوحدة اليمنية وعلى التأثير الأيديولوجي الذي كان سائداً آنذاك وكان عاملاً مؤثراً على وضعية النقابات ونقابة الصحفيين بشكل محدد لأهمية الدور التي تضطلع به النقابة كما تطرق إلى السلبيات التي عاناها العمل النقابي “إذ كان العمل الحزبي محظوراً في المحافظات الشمالية وقال :كنا نتمترس وراء اتحاد الأدباء والكتاب , أما في الشطر الجنوبي الذي كان خاضعاً لنظام الحزب الواحد وحتى الانتخابات كانت بالبطاقات الحزبية ” وتحدث الأستاذ /عبد الباري كذلك عن هشاشة العمل النقابي في ظل الوحدة وقال : عندما أردنا دخول المؤتمر العام الثاني ألتمسنا ضرورة غربلة عضوية النقابة حيث كان هناك ثلاثة ألف عضو وكان هناك فريقين , الفريق الأول يرى ضرورة غربلة العضوية كشرط لدخول المؤتمر في حين كان الفريق الثاني يرى دخول المؤتمر ومعالجة قضية العضوية أمراً لاحق .وعليه دخلنا المؤتمر بجيش تحرير قوامه 3000عضو . أما الأستاذ / واثق شاذلي رئيس فرع نقابة الصحفيين في محافظة عدن فقد قدم ورقته المعنونة ” بآلية تنشيط العمل النقابي الصحفي وأهمية استمرارية ارتباط النقابة بالصحفيين “حيث تحدث بقوله :في البداية من ينظر إلى عمر العمل الصحفي في اليمن قد يهوله ما انقض من زمن طويل مقارنةً بما حققه العمل النقابي من مكاسب أو ما حافظ عليه من حقوق لأبناء المهنة وأضاف قائلاً في زمن التشطير سعت أنظمته إلى السيطرة على نقابة الصحفيين شمالاً وجنوباً وكان الحديث عن حريات العمل الصحفي ضرباً من المحال وكانت الدفاع عن حقوقه يتم على استحياء وبالاعتماد على العلاقات الشخصية لقيادات النقابة مع المسئولين أما القضايا الاجتماعية ظلت على جدول أعمال كافة المؤتمرات العامة للنقابة شمالاً وجنوباً .وأردف قائلاً : يجب أن نعترف أن كثيراً لا يسعى إلى القيادة النقابية الصحفية إلا لوجاهة أو لتنفيذ أمر حزبي أو شللي أو .. أو…الخ لهذا تنام قيادات النقابة بعد انتخابها بأشهر قليلة وتغط في النوم وعند إفافتها بين نومين “أي بين مؤتمرين ” لا نسمع منها إلا الخطب والوعود وأفضل دليل على ذلك أننا مازلنا موظفين ضمن الكادر الوظيفي العام للدولة “موظفين وعمال ” بينما النقابات الأخرى المهنية منها أو العمالية “نقابة السائقين مثلاً ” تحصل على حقوق أعضائها ونعجز نحن عن ذلك رغم ادعائنا بالدفاع عن حقوق الشعب بكل فئاته وهكذا نضحك على أنفسنا ويضحك الغير منا بل ويسخرون والسبب هو قلة حيلتنا وضعف قدراتنا وضياع الرابط الذي يجمع بيننا وأضاف : يقولون أن الصحفيون شحاتون ومرتزقة ونحن نسأل من الذي أوصلهم إلى هذا الحال ؟ أين حقوقهم ؟ تعلن النقابة عن نفسها مع قدوم الانتخابات . لقد شغلنا أنفسنا بالعضوية ونسينا القضايا الجوهرية .
أما ورقة الأستاذ/ هشام باشرا حيل المعنونة بـ”الوضع التشريعي لنقابة الصحفيين ومتطلبات المستقبل فقد تناولت بصورة رئيسية على النصوص الدستورية والقانونية وكذا العهود والمواثيق الدولية التي تنص على حرية تشكيل المنظمات ومن ضمن ما ورد في الورقة “نص الدستور على حرية تشكيل المنظمات ..والأمر لا يحتاج إلى قانون لإنشاء أي منظمة مهنية لأن ذلك حق دستوري ولكن القانون يمكن أن يكون منظماً لمزاولة المهنة ..” كيفية مزاولتها والشروط التي يجب توافرها في من يزاولها ..الخ ” ولكن تنظيم النقابة أو المنظمة وكيفية تشكيلها وأسس عقد مؤتمراتها وعدد أعضاء مجلسها ومهامهم ..الخ فهذه أمور ينظمها النظام الأساسي الذي تقره وتصدره الجمعيات العمومية لهذه المنظمات والنقابات لأنه لو ترك الأمر للقانون للتدخل في إنشاء المنظمات وكيفية تشكيلها ومهام مجالسها وعدد أعضائها فإننا سنحد من اختصاصات الجمعيات العمومية التي تنشط من خلالها .
واختتم الأستاذ / ورقته بالقول:” إن صيانة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ليست حقاً للمواطن فحسب بل واجباً ملزماً للدولة التي يقع عليها عبء حماية هذه الحقوق وصيانتها ومعاقبة من يخترقها . فالمسؤولية مشتركة بين الجميع فإذا تهاون أي طرف في حقوقه أو واجباته فإن الديمقراطية الناشئة في بلادنا ستكون في خطر وسنخسر جميعاً حاكمين ومحكومين حقنا في ممارسة حضارية تحافظ على إنسانية الإنسان وتصونها وتحميها .
ثم تحدث بعد ذلك الزميل الأستاذ/ حمود منصر الإعلامي المعروف ومراسل قناة العربية الفضائية وأكد على الوضع السيء الذي يعيشه الصحفيون وعلى الدور الغائب الذي من المفترض أن تقوم به النقابة من أجل حقوق الصحفيين وصون كرامتهم وتوفير الحد الأدنى للمعيشة لهم وفي ورقته المرتجلة التي كانت بعنوان “متطلبات تعزيز دور نقابة الصحفيين في خدمة المهنة وتنشيط العمل النقابي قال : نحن الآن أمام محكمة ومرحلة تاريخية تركز على سؤال واضح ومحدد هو : ما هو دور الصحفيين في بناء المنظمة النموذج في المجتمع المدني وقال : تصوروا أن 200 صحفي تقريباً يعيشون في قلب المهنة لم تصرف لهم بطاقات العضوية مع أنهم من الصحفيين المعروفين , لقد أصبحت قيادة النقابة حاميها حراميها .
أما الأستاذ/ أيمن محمد ناصر رئيس تحرير صحيفة الطريق فقد بداء ورقته المعنونة “ماذا يريد الصحفيون من النقابة “بقوله : يجمع الكثير ممن عايشوا المسيرة النقابية للصحافة اليمنية منذ ما قبل الوحدة وحتى اليوم على أن نفس المعاناة في حياة الصحفيين اليمنيين لا تزال ماثلة والهموم والمعوقات التي تعانيها المهنة ومشتغلوها هي نفسها .ونفس النقاشات تثار حول أنجح السبل للإرتقاء بالمهنة وإيجاد كيان نقابي قادر على الاضطلاع بدوره ومهامه وواجباته على أكمل وجه مما يعني أن طوال الثلاثين السنة الماضية لم يستطع الصحفيون اليمنيون إيجاد كيان نقابي فاعل يعبر عنهم ويدافع عن حقوقهم ومصالحهم , والحال كذلك فإن الأنظار تتجه الى المؤتمر العام الثالث ليكون بمثابة محطة التأسيس الرئيسية والحقيقية لنقابة الصحفيين حيث أتضح أن ما مضى من عمر العمل النقابي الصحفي لم يكن إلا شكلياً ولازال “البناء هشاً” والوعي النقابي ضعيفاً والتقاليد مفقودة ..الخ .
وعن ماذا يريد الصحفيون من المؤتمر العام الثالث فقد أجاب بقوله يريد الصحفيون أن يكون المؤتمر العام الثالث بمثابة محطة التأسيس الرئيسية لنقابة الصحفيين اليمنيين كما يريدون أن يكون المؤتمر بمثابة انطلاقة جديدة في حياة الصحفيين اليمنيين ولاشك أننا نتفق جميعاً بان هذه الأماني المشروعة والطموحة للمشتغلين بالمهنة لا يمكن أن تتحقق بالنوايا الطيبة والحسنة كما أنه لا توجد عصا سحرية كفيلة بأن تنقلنا بكل معوقاتنا من قاعة أعمال المؤتمر الى محطة متقدمة في المهنة متجاوزين كل الهموم والشجون والعثرات الحقيقية المزمنة التي ظلت ترافق مهنة الصحافة والنقابة لذا لابد من العمل على أن تكون البداية صحيحة والأساس قوياً ومتيناً قبل كل شيء .
بعد ذلك تم تقديم المداخلات والاستفسارات التي رفعها المشاركون في الحلقة النقاشية من صحفيين وصحفيات والتي أتسمت بالجدية والرصانة .
الجدير ذكره أن هذه الحلقة النقاشية هي الحلقة الثانية بعد حلقة النقاش عن دور نقابة المحامين التي ينظمها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان لإيمانه بأهمية الدور الملقى على عاتق النقابات وفي مقدمتها نقابة المحاميين