أختتم اليوم 2ديسمبر2004م في العاصمة صنعاء أعمال الندوة الوطنية الخاصة بدور المنظمات غير الحكومية في تحقيق أهداف الألفية للتنمية والتي نظمها وعلى مدى يومين مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (HRITC) بالتعاون مع شبكة المنظمات العربية غير الحكومية .
وفي حفل افتتاح الندوة أكد الأستاذ / عز الدين سعيد الأصبحي مدير عام مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان على أهمية الشراكة بين القطاعات الرئيسية الثلاثة في المجتمع ” المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص و منظمات المجتمع المدني ” , وضرورة العمل بتنسيق متكامل.
وشدد على أن تقوم المنظمات غير الحكومية كشريك ثالث في دورها الفاعل من أجل تحقيق أهداف الألفية .
من جانبه أوضح الأستاذ/ زياد عبد الصمد المنسق العام للشبكة العربية للمنظمات غير الحكومية على أن مسألة تحقيق أهداف الألفية مسالة دولية أكدت عليها الأمم المتحدة كقضية عالمية وأن الشراكة الدولية في هذا الإطار هي واجب إنساني من أجل خروج العالم من دائرة الفقر .
مؤكداً أن المنظمات غير الحكومية في الوطن العربي تلعب دور متميز ومتعاظم مشيراً الى أن التجربة اليمنية تعتبر تجربة متميزة وجديرة بالإحترام وشدد في حديثه على ضرورة التكامل العربي في هذا الإطار .
وكانت الاستاذة / أمة العليم السوسوة وزيرة حقوق الإنسان قد أكدت في كلمتها على أن مثل هذه الندوات تؤكد على سياسة اليمن الداعمة لدور المجتمع المدني كشريك فاعل وخطوة نحو تعزيز مسيرة الديمقراطية وحقوق الإنسان في اليمن . وقد استطاعت بها اليمن أن تقدم دور متميز على المستوى الإقليمي والدولي مشيرةَ الى أن الحكومة اليمنية تؤمن تماماً بضرورة الشراكة الكاملة مع قطاع المجتمع المدني ليقوم بدوره الفاعل في بناء الوطن وصنع المستقبل .
وقالت : إن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان كمنظمة فاعلة يمثل النموذج الإيجابي الجدير بالتقدير على مستوى الساحة اليمنية والإقليمية .
بعد ذلك بدأت اعمال الجلسة الأولى والتي تحدث فيها كلاً من الأستاذ/ زياد عبد الصمد المنسق العام للشبكة العربية للمنظمات الغير حكومية بورقة عن المجتمع المدني , الحركة الاجتماعية وتحديات التنمية ركز فيها على أهداف الألفية للتنمية شارحاً أهداف الألفية ومتطلباتها لتحقيق مجتمع الرفاة والعدالة الاجتماعية موضحاً في ورقته أن هذه الأهداف تشكل التزاماً على الحكومات وأداة ملموسة لمتابعة جديتها في تغيير التزاماتها ومراقبة منظمات المجتمع المدني بسير البرامج والاستراتيجيات الحكومية بشكل صحيح والضغط والتأثير باتجاه الإصلاح .
أما الدكتور / مطهر العباسي وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي فقد كانت ورقته عن إدماج أهداف الألفية للتنمية في خطط وبرامج التنمية وخطط الحكومة وبرامجها وسياستها في تحقيق أهداف الألفية .
بعد ذلك تحدث الدكتور / عبد الباقي شمسان عن المجتمع اليمني والأهداف الإنمائية للألفية , مقسماً ورقة عمله الى خمسة محاور , خصص المحور الأول حول علاقة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع اليمني , في حين خصص المحور الثاني للشراكة والتنمية وذكر فيه عناصر نجاح المقاربة الوطنية التنموية بتضافر جهود الدولة والسلطات المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص مؤكداً على أن هذه العناصر لايمكن ان تقوم إلا بتضافر جهود هذه الأطراف الرئيسية , وفي المحور الثالث الذي كان عن اليمن والأهداف الإنمائية للألفية خلص من جدول أعده الى استحالة تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في فضاء المجتمع المدني اليمني , اما المحوران الرابع والخامس فقد خصصهما لاهداف الألفية وممكنات الإنجاز , وكذا ثنائية الشريك والهدف .
الدكتور / عبد الحكيم الشرجبي الخبير الاجتماعي بوحدة مراقبة الفقر في وزارة التخطيط والتعاون الدولي عرض في ورقته لمنظمات المجتمع المدني اليمنية وإمكانية إسهامها في تحقيق أهداف الألفية من خلال دورها في القضاء على الفقر والجوع وفي تحقيق التعليم الأساسي للجميع بحلول العام 2015م وكذا دورها في تحقيق أهداف الألفية الصحية وفي تطوير شراكة عالمية من أجل التنمية .
بعد ذلك تم توزيع المشاركين لمجموعات عمل لصيغة رؤيا حول مهام و أدوار قطاعات المجتمع المدني في تحقيق أهداف الألفية للتنمية .
أما جلسات أعمال اليوم الثاني فقد خُصصت لمناقشة المبادرة الخاصة بإنشاء تحالف وطني لمنتدى اجتماعي يمني يضم منظمات غير حكومية من أجل صياغة رؤية تمثل المجتمع اليمني في اليمن لتقديمها الى المنتدى الاجتماعي العالمي الذي سيعقد في البرازيل في فبراير القادم .
وفي هذا الصدد تحدث كلاً من الأستاذ / عز الدين الأصبحي مدير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان والأستاذ / زياد عبد الصمد والأستاذ/ نبيل عبد الحفيظ حيث أكدوا على ضرورة العمل من أجل خلق حركة اجتماعية فاعلة في اليمن لتكون جزءاً من الحركة الاجتماعية العالمية .
و أكد اللقاء على إنشاء المنتدى الاجتماعي في اليمن كتحالف مفتوح أمام منظمات المجتمع اليمني كمنبر ديمقراطي للحوار وتوحيد الجهود في هذا الجانب .