الان بهذه القضية التي لا يمكن لك ان تقرأ عنها او تشاهد صور ابنائنا يفترشون ارصفة الشوارع المحيطة بالسفارات ملاحقين كمتشردين من موسكو الى القاهرة الى ماليزيا الى كل بقاع الارض وتبقى محايدا ولا تصرخ بالمسئولين الذين اصابهم صمم !!
ولا يمكن ان تغفر للمسئولين في الدولة العتيدة التي بعثت بأجمل زهور اليمن الى الخارج ليتعلمو المهانة لا العلم!
** كيف لك أن تتقبل تبريرات لا تليق من الجميع عن استمرار تجويع واهانة شبابنا لشهور ؟
وكيف لنا ان نقتنع ان هذه القضايا ليست اهم من كل اجتماعات اللجان ومصروفاتها ؟
وكيف يليق ببلد يصرف وزرائه على بدل السفر لهم ومعظمه سفر لا نفع منه اكثر مما يصرف على البحث العلمي وعلى منح الدارسين بالخارج ؟؟
ثم يقول لنا هؤلاء إنهم وزراء شفافين ومحترمين ؟؟ كيف ؟؟
** ان قضية اعتصام الطلاب بعشرات السفارات اليمنية بالخارج وحالتهم التي يرثى لها كفيلة بإسقاط عشرات الأنظمة وليست نظاما واحداً وهي أجدر أن تكون على طاولة مجلس الامن قبل ان يناقش هذا المجلس ( اغنية الصلح خير !!!)
** نعم ان حالة الاذلال لكل ما له صلة بالعلم هي من موروثات العهد السابق لكن العهد الممتد للسابق والمطبق لكل المساوئ فيه لا يزال ينظر الى طلابنا بانهم ليس طلاب علم يعول عليهم بصنع المستقبل بل مطلبين !!
ولا مواطنين لهم كرامتهم وحقوقهم بل هم من القلة المندسة بالخارج التي لا يعجبها العجب
بل ويحسدهم الكبار على راتب ضئيل ويهنهم الجميع من مسئولي هذا البلد لمجرد انهم خرجوا من الوطن المقبرة ليتعلموا لا ليسرقوا ولأنهم يحلمون بالغد الاجمل ويريدون بلدهم بدون تخلف وهذه هي المصيبة !!
** ان شبابنا الحالم بالغد الاجمل لا يعرفون ان مجرد الحلم بالتغيير والتخلص من الجهل جريمة يعاقب عليها صاحبها بالتقتير بالمعاش والالغاء للمنح والتضييق بالعيش واذا تطاول ونجح وابدع فمصيره اسوأ نحو النفي والافقار والسجن
نحن بلد يقتل مواهبه ويحارب مفكريه ويزدري كل ما له صلة بالعلم والمعرفة – وهذه هي الافة الحقيقية –
** ان انظمة الجهل تكره العلم وانظمة الفساد تحارب كل من يحلم بعالم نظيف وهذه هي مأساة طلابنا انهم طلاب علم يحلمون بوطن خال من الفساد ! ويحبون المعرفة والعلم
** لا يمكن لي ان اتخيل وزير يتشدق بالقانون ومحاربة الفساد وحقوق الانسان ولا ينقذ الاف الطلاب من التشرد والجوع بالخارج وهو يقتني موكب سيارات بسعرهم يحل أزمة مئات منهم ببساطة ويصرف بدلات جلسات وسفر بما يمكنه ان ينقذ بها نصف النائمين على الأرصفة الآن
**وللذين يريدون ان يقولوا لنا ان هناك عجزا في الحكومة ( عجزا ماليا طبعا !!!) نقترح عليهم مبادرة اخلاقية سهلة وهي تبرع مجالس الوزراء والنواب والشورى ولجنة الحوار ولجنة الامن واللجنة العسكرية ولجنة مكافحة الفساد ولجنة المناقصات ووو
ان يتبرع كل هذه المجالس من الوزراء والنواب ( الثوريين ونصف الثوريين !!) بمستحقاتهم لهذا العام فقط لينقذوا الطلاب جميعا .. وسنرى ان الخطوة هذه تحل كل مشاكل اهل العلم ببساطة