—————–
عزالدين سعيد الاصبحي
وانا اكتب عن قضية استشهاد الشابين حسن امان وخالد الخطيب ارقب هذا التحول الكبير في المزاج والرأي العام
القضية ستبقى ابرز قضايا الراي العام مهما حاول البعض طمسها وقتلها !
وهي بقدر ما كانت ستعمل على تعزيز شعور الوحدة والانتماء للوطن في حالة التعامل الرسمي معها بجدية واحترام للقانون وتقدير للكرامة البشرية لهذا الوطن وتكون فرصة امام الحكم في اليمن وبالذات صف الثورة الحاكمة ليقدم نفسه بأنه باني الدولة الحديثة والمدنية من خلال انحيازه للحق وتطبيقة للقانون واظن لو عمل الحكم هذه الخطوة في اول يوم لأستشهاد الشابين لراينا عدن ثانية ترفع رايات التوحد ! ولكانت فرصه لإظهار الانصاف للمظلومين وللشعب كله !!
** لكن مع الاصرار على عدم احترام القانون احتشدت اليمن كلها ببساطة لتصرخ ليس فقط على الدم المراق للشابين البريئين ولكن لتصرخ من اجل كرامة شعب وهيبة وطن !
الان بعيدا عن الحديث العاطفي او المغالطة السياسية او المراوغة الديمقراطية يمكن ان نتلمس الحقائق التالية الصادمة
– ان الشعور العام لدى اليمنيين كلهم ان لا قانون ولا دولة في هذا البلد
– ان كل من في الحكم من يسار ويمين ووسط هم من انتهك اي سيادة للقانون ولا مكان لاقناعنا كمواطنيين بوطنيتهم وبرائتهم حتى اولئك الذين اصدروا بيانات تنديد بالجريمة هم شركاء لأنهم باختصار احزاب حاكمة متحكمة تقسم الوظائف والوطن وبالتالي تتقاسم دماء الشابين خطيب وامان مع القتلة ولا يكفي ذر الرماد من حاكم وشريك بالحكم ببيان او تنديد صحفي وكأنهم منظمة غير حكومية مغلوبة على امرها
– ان الشعور بالغبن والاقصاء والدفع نحو الانفصال يكسب مشروعية جديدة على الارض
– انه ممكن ان يحدث انفصال ويتقسم الوطن ولكن لن يفلت القتلة والحكم الحالي كحكومة مشترك ومؤتمر من ذاكرة الجنوب والوطن كله انهم اهدروا دم الشابين الخطيب وامان ! وسيبقى جيل وراء اخر يتذكر الجريمة بقهر وطني مؤلم
– ان العواقب الوخيمة التي وصلت اليها دول وحكومات عدة رايناها تذهب في غياب التاريخ بدأت بهكذا استخفاف بدماء الناس وغرور القوة وتفضيل نفر من الحاكمين على جموع الشعب فكانت النتائج الوخيمة التي لا نتعلم منها ابدا !
** ولهذا كله تتجاوز جريمة مقتل الشابين خالد الخطيب وحسن امان دائرة جريمة شخصية عابرة الان انها بهذه اللحظة صارت قضية اكبر وتحتاج الى معالجة اوسع ليس اقلها من اقالة الحكومة والاعتذار لشعب وليس فقط لاسرة
هذا اذا اردنا ان نعيد بناء مسار وطن يتمزق كل يوم بسياسات وزراء دون المسئولية واحزاب لم تدرك بعد حجم الكارثة !!ولا تعي نبض الشارع
** الى اسرة حسن امان وخالد الخطيب اقول من قتل هو نحن نعم كلنا قبل ولديكم الجميلين الرائعين هما ذهبا الى دائرة الخلود الجميلة في ذاكرة الناس ونحن جميعا بسبب دمهم الطاهر نذهب الى محرقة وطن يتمزق وبلد يتشظى !!!
**ااااااااه يا حسن ويا خالد لو تعرفا كم قدمتما للوطن لينهض يبحث عن كرامته ااه بس !!