1 يناير إلى 30 يونيو 2017
المقدمة:
تشهد الأوضاع الإنسانية في محافظة تعز حالة كبيرة من التدهور الذي يتفاقم يوماً بعد آخر، في ظل توقف شبه تام للمرافق العامة عن تقديم الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء ونظافة وغيرها، وكذلك توقف المنشئات الخاصة، والأعمال الاقتصادية والتجارية عن العمل، ممايزيد من رقعة الفقر ووقوع عشرات الالاف من الاسر تحت خط الفقر.
وتمر المحافظة منذ 26 مارس 2015 بأوضاع إنسانية صعبة نتيجة الحرب والحصار المفروض عليها منذ أكثر من عامين؛ وتتواصل عمليات القصف العنيف على أحياء المدينة بشكل شبه يومي مخلفة آلاف القتلى والجرحى والمشردين والمتضررين، بالإضافة الى النزوح والتهجير القسري من بعض القرى والمناطق التي تشهد مواجهات مسلحة، مما يفاقم الاوضاع ويدفعها نحو التدهور السريع نتيجة تزايد الاحتياجات وانعدام الغذاء والدواء جرا الحصار المفروض على المدينة منذ مايقارب العامين.
وتزداد الاوضاع المعيشية والانسانية صعوبة مع انعدام المشتقات النفطية، وتدمير الألاف من المنازل والمؤسسات المختلفة. بالاضافة الى توقف الرواتب والمعاشات الرسمية منذ أكثر من تسعة أشهر على التوالي.
في هذا التقرير نحاول أن نعكس أوضاع حقوق الإنسان داخل محافظة تعز خلال النصف الأول من العام الحالي 2017 الذي بات يواجه هذا الكم الهائل من الأخطار والتهديدات التي تستهدف البشر والحجر.
- الاحصائيات :
وثق الفريق الميداني لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان 4477 حالة انتهاك طالت مدنيين خلال النصف الاول من العام 2017 وهي كالتالي :
- أولا الـقـتـل:
وثقت وحدة الرصد والمتابعة في مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان مقتل 686 مدنيا، سقط منهم 550 مدنيا منهم جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية الذي تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح فيما قتل 72 مدنيا 6 منهم برصاص راجع و66 برصاص مجهولين واخرين يعتقد انتماؤهم للمقاومة، وقتل 22 منهم بسبب الالغام التي تزرعها الميليشيات في الطرقات والمزارع، فيما قتل 42 مدنيا جراء قصف طيران التحالف العربي.
وكان من بين القتلى مصورين صحفيين اثنين هما “تقي الدين الحذيفي”، والمصور والمراسل “وائل العبسي” وذلك اثناء تغطيتهما للمعارك الدائرة يوم الجمعة 26 مايو شرقي مدينة تعز، بقذيفة أطلقها مسلحو ميليشيا الحوثي وصالح.
حيث اطلق المسلحين قذيفة على تجمع الصحفيين والمصورين اثناء تغطيتهم للمعارك الدائرة في محيط مدرسة محمد علي عثمان شرق المدينة.
وتنوع القتلى بين رجال ونساء وأطفال حيث بلغ عدد القتلى 547 رجلا، و82 طفلا، و25 امرأة.
في الثاني من مايو 2017 قتل الطفل/ يونس إسماعيل المرزح وأصيب آخر اصابة خطرة (بتر في الساقين واليد) جراء استهداف ميليشيات الحوثي وصالح لحي حوض الأشراف بقذائف الهاون، والذي أصابته قذيفة ميليشيا الحوثي والمخلوع لتفقده ساقيه وإحدى يديه.
وفي الرابع من مايو 2017 توفيت الطفلة غيداء بعد إصابتها بشظايا قذيفة هاون اطلقتها مليشيات الحوثي وصالح علي حي شعرة بتاريخ 31_5_2017م.
- ثانيا الإصابات ” الجرحى”:
سجلت وحدة الرصد إصابة 1750 مدنيا خلال النصف الاول من العام 2017 بينهم 1704 مدنيا جراء القصف العشوائي والممنهج من قبل ميليشيات الحوثي وصالح على المدينة بشكل شبه يومي بالاضافة إلى القنص المباشر، و27 شخصا أصيبوا بجروح نتيجة الألغام التي تزرعها ميليشيات الحوثي، كما أصيب 16 مدنيا جراء قصف التحالف العربي و3 مدنيين أثر راجع للرصاص.
ومن بين المصابين مصورين صحفيين هما وليد القدسي، بترت قدمه، وأخر اسمه صلاح الدين الوهباني اصيبا يوم الجمعة 26 مايو وذلك خلال تصوير المواجهات الدائرة شرقي تعز .
وبحسب النوع فقد اصيب 1564 رجلا, و82 طفلا و25 امرأة منهن 8 نساء اصبحن معوقات نتيجة فقدهن لاجزاء من اطرافهن في مايو الماضي.
في 13 مايو 2017 اصيب 3 اطفال بينهم رضيعة اثناء قصف الميليشيات الانقلابية لقرى الضباب غرب مدينة تعز.
- ثالثاً الاعتقالات والاخفاء القسري :
سجلت وحدة الرصد 132 حالة اختطاف واخفاء قسري وتعذيب حتى الموت، وكانت الحالات كالتالي:
115 حالة اختطاف و17 حالة اخفاء قسري معظمها لنشطاء وعاملين وبعض التربويين بينهم طفلين، وتعرض مختطف للتعذيب حتى الموت.
توفي احد المختطفين لدى الحوثي وصالح في محافظة تعز 21 يونيو 2017م اثر تعرضه للتعذيب في سجونها، وعثر مواطنون الاثنين 19يونيو 2017 على المختطف محمد محمد قاسم الفهيدي 36 عاما جوار سور مصنع السمن والصابون وهو بحالة يرثى لها وفاقدا للوعي جراء التعذيب، وكان الفهيدي يعاني من حالة نفسية منذ 12 عاما، وتوفي بعد يومين من العثور عليه جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له.
- رابعاً التهجير القسري:
بدأت بوادر التهجير القسري الذي مارسته ميليشيات الحوثي وصالح بتعز في منطقة الجحملية مديرية صالة حيث تم تهجير أكثر من 15 أسرة بعد اقتحام منازلهم وممارسة كثير من السلوكيات والمضايقات بحقهم وذلك بعد اقتحام مدينة تعز في اواخر مارس 2015.
وذكرت تقارير ميدانية إلى أن الصراع بدأ في الوازعية مطلع سبتمبر2015 بعد أن سيطر الحوثيين على المخا ومنطقة باب المندب وبسبب ذلك تعرضت المديرية لانتهاكات عدة منها القتل والاختطاف والاعتداء على الممتلكات، وتعد مديرية الوازعية ثالث أصغر المديريات في تعز واغلب السكان فيها فقراء يعملون بالرعي والزراعة، تم تهجيرهم بالقوة وفي ظروف بالغة القسوة وتم تدمير مزارعهم واغلب ممتلكاتهم.
ووثقت وحدة الرصد بمركز المعلومات تهجير 1741 أسرة خلال النصف الاول من العام الجاري حيث جرى تهجيرهم بالقوة من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، وتركز التهجير للاسر في الريف الجنوبي والغربي لمحافظة تعز في مديريات ” حيف والوازعية والتعزية والعفيرة والكدحة والثوباني وحذران والربيعي والمخا”.
وتلجأ الأسر النازحة والتي تعرضت للتهجير القسري في مناطق المواجهات بتعز إما إلى المدارس أو إلى أسر مضيفة داخل محافظة تعز ومحافظات أخرى، والكثير من هؤلاء لم تسنح لهم الفرصة لأخذ ما يلزم من أمتعتهم وممتلكاتهم الشخصية وأثاث منازلهم خوفاً من الموت الذي يلاحقهم.
يبلغ مهجري قرية التبيشعة جبل حبشي قسريا حتى مارس الماضي 450 اسرة حيث تم ترحيل 287 اسرة من منطقة تبيشعة ونزحت 73 اسرة من المناطق المجاورة، كما نزحت 90 اسرة من التبيشعة وما جاورها الى خارج المدينة وبقية المحافظات، ويتواجد في مدينة تعز 360 اسرة ( 718 ذكر و692 انثى).
وكانت ميليشيات الحوثي وصالح قد هجرت بالقوة 1632 مواطنا من مديرية جبل حبشي في محافظة تعز ابريل الماضي فقط.
- خامساً مجازر جماعية:
ارتكبت ميليشيا الحوثي وصالح عددا من المجازر الجماعية بحق المدنيين العزل في محافظة تعز مخلفة وراءها العديد من القتلى والجرحى والمعاقين، وارتكبت الميليشيا تلك الجرائم عبر قصفها الكثيف والعشوائي للاحياء والمناطق السكنية المكتظة بالمدنيين راح ضحيتها العشرات من المدنيين بينهم نساء واطفال.
ووثقت وحدة الرصد 14 مجزرة ارتكبتها ميليشيا الحوثي وصالح سقط خلالها 29 مدنيا بينهم 6 اطفال وامرأتين ومصورين صحفيين اثنين، واصيب 46 مدنيا بينهم 10 اطفال و11 امرأة ومصورين صحفيين اثنين.
ووقعت معظم تلك المجازر في مايو الماضي حيث تم رصد 10 مجازر خلال العشرة ايام الاخيرة من الشهر، والتي راح ضحيتها 19 مدنيا واصيب 39 اخرين، تركزت معظمها في حي الضبوعة والجحملية والمحافظة والجمهوري والعسكري وصالة وثعبات والتشريفات والباب الكبير ومدرسة محمد علي عثمان.
ووقعت مجزرة سابقة في الحي العسكري مساء 29 من مارس الماضي راح ضحيتها 3 اطفال واصابة 4 مدنيين، وبحسب المصادر فان الضحايا سقطوا جراء سقوط قذيفة على حي سكني قرب مستشفى العسكري ضحايا المجزرة، هم :
القتلى | ||
1. | عماد عبدالحليم أحمد علي | 9 سنوات |
2. | فرح عبدالحليم أحمد علي | 5 سنوات |
3. | أنسام محمد سعيد | 13 سنة |
– أسماء المصابين : | ||
1. | ثريا عبدالحليم محمد علي | سنتان |
2. | بشار مصطفى محمد سعيد | 19 سنة |
3. | يوسف سعيد عبدالمجيد | 35 سنة |
4. | عبدالصمد محمد سعيد | 25 سنة |
كما ارتكبت ميليشيا الحوثي وصالح مجزرتين أخيرتين في يونيو الماضي في الاولى سقطت قذيفة على حي السواني قتل على اثرها مدنيين واصيب اثنين اخرين وهم كالتالي :-
القتلى | |||
1 | حسن عبدالودود العبسي | ||
2 | وائل عبدالله مهيوب | ||
المصابين | |||
1 | اسلام عبدة قاسم العزب | ||
2 | صدام أمين أحمد |
وفي المجزرة الثانية التي ارتكبتها الميليشيات في 27 من يونيو بمنطقة سد الجبلين الضباب، سقط خمسة مدنيين وجرح 3 اخرين أحدهم حالته خطيرة، نتيجة استهداف ميليشيا الحوثي للطريق العام في منطقة الضباب بقذيفة مدفعية لسيارة محملة بمسافرين في الطريق العام.
- سادسا طيران التحالف:
وثقت وحدة الرصد خلال النصف الأول من العام 4 وقائع قصف لطيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وراح فيها عدد من الضحايا الذين قتلوا في الغارات -التي قيل إنها خاطئة-.
حيث استهدفت غارة جوية يوم الأربعاء 17 مايو سيارة نقل مواطن في منطقة شعب أثناء عودته من سوق البرح بمديرية موزع غربي تعز وكانت تقل عددًا من المواطنين وأدى إلى مقتل 13مواطنًا من أبناء المنطقة بينهم نساء وأطفال؛
وشن التحالف غارة جوية في وقت متأخر من مساء يوم 29 من مايو على منطقة العريش بمديرية موزع راح ضحيتها 8 مدنيين واصيب 16 اخرين.
كما شنت في ذات الوقت غارة على سيارة كانت تمر في جبل عقار بمديرية موزع راح ضحيتها 2 مدنيين أخرين.
ولقى 19 شخصا مصرعهم بينهم نساء وأطفال في قصف جوي للتحالف يوم الثلاثاء 13 يونيو وأفادت مصادر وناشطون بأن الضربة الجوية للتحالف استهدفت نازحين في منطقة الهاملي بمديرية موزع، وأضافوا أن الضحايا الذين قتلوا في الغارة كانوا من عائلة واحدة وتدعى عائلة “البريق”، في منطقة الهاملي بموزع شمال معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي في منطقة الساحل الغربي من محافظة تعز.
- الممتلكات:
سجلت وحدة الرصد تضرر 168 منشأة عامة وخاصة بينها 81 منزلا خلال فترة التقرير، وتم تفجير 5 منازل في مارس الماضي من قبل الميليشيات بينها 3 منازل لمهجرين في التبيشعة، كما تم تفجير 7 منازل اخرى لمهجري التبيشعة في فبراير عند اقتحام الميليشيات للمنطقة، وتضرر جراء القصف المدفعي لميليشيات الحوثي مدرستين ومسجدين.
ورصد المركز اقتحام مسلحين لمكتب الضرائب ومكتب الجمارك بالمحافظة، وقيامهم بالاعتداء على الموظفين العموميين بأعقاب البنادق وتكسير محتويات المكتبين والعبث بها ونهب الوثائق الخاصة بالمكتبين، ظهر الخميس الموافق 8/يونيو/ 2017م.
كما رصد المركز استهداف مستشفى الجمهوري بقذيفتين لميليشيا الحوثي وصالح ادت الى تدمير الخزان الرئيسي لمركز الكلية الصناعية وتضرر العناية المركزة وانقطاع الكهرباء عن المستشفى وإصابة أحد العاملين في المشفى اصابة طفيفة جراء سقوط قذيفة في حوش المستشفى.
- الوضع الصحي:
تعاني محافظة تعز من انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة وآخرها انتشار وباء الكوليرا وأمراض سوء التغذية وبعض الأمراض المزمنة، التي أصابت المئات في عدد من مديريات المحافظة المختلفة، فيما تعرضت بعض حالات الإصابة للوفاة نتيجة ارتفاع منسوب الخطر فيها.
ويعاني الوضع الصحي في مدينة تعز تدهورا ملحوظا جراء استمرار تدفق مئات المصابين بوباء الكوليرا على مستشفيات المحافظة، حيث بلغ إجمالي الوفيات جراء الوباء خلال شهر يونيو فقط 86 حالة، كما بلغ إجمالي حالات الإصابة والاشتباه 13.635.
وبحسب تقارير ميدانية فهناك أكثر من 6000 ألف حالة اشتباه بوباء الكوليرا في مدينة تعز منها 300 حاله اثبتت اصبتها.
ويستقبل المستشفى الجمهوري 150 حالة في اليوم في قسم معالجة الاسهالات الحادة كما وصلت حالات الوفاة بسبب الوباء في المدينة 120 حالة معضمها في شرعب ومقبنة.