الوضـــع العـــام
مازالت معظم مناطق مدينة وارياف تعز تعاني من القصف المتواصل من قبل مليشيا الحوثي وقوات صالح الانقلابية بشكل ممنهج ومكثف طال العديد من الاحياء والمناطق الاهلة بالسكان والخالي معظمها من اي مظاهر مسلحة .
وخلف ذلك سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين معظمهم من النساء والاطفال وكذا نزوح عشرات الاسر من القرى والارياف التي شهدت قصفا عنيفا وتهجيرا قسريا.
وفي ظل الحصار المفروض من قبل المليشيا على المدينة يعاني المواطنين من ارتفاع في الاسعار وشحة في معظم المواد الغذائية والدوائية, وتفاقم الوضع الاقتصادي لمعظم الاسر, وظهور مواطنين وقد اصابهم الهزال الشديد جراء سوء التغذية.
ونظم العديد من ابناء المحافظة مسيرات احتجاجية لمطالبة حكومة الشرعية برواتبهم المتوقفة منذ نحو عام, والتي تفاقم الى حد بعيد من وضعهم المعيشي البالغ الصعوبة.
ويلاحظ خلال شهر نوفمبر عودة اغتيالات افراد الجيش والمقاومة من قبل مسلحين مجهولين اثناء تواجدهم بشكل مدني في اماكن غير الجبهات ففي 19 نوفمبر تم اغتيال الجندي عمار دلة احد افراد اللواء 35 كتائب القائد عادل عبده فارع واصابة زمليه اكرم برصاص مسلحين مجهولين على متن سيارة بالقرب من المنيوم الاندلس تقاطع جولة وادي القاضي.
بالاضافة الى ارتفاع عدد الاسر المهجرة وتزايد وتيرة التهجير القسري من قبل المليشيات الى اكثر من 60 اسرة من قرى الاشروح واكثر من 40 اسرة من قرى القوز.
الشقب … حصار وقصف وتهجير قسري :
تقع منطقة الشقب في الجهة الجنوبية على سفح جبل صبر جنوب شرق مدينة تعز، ويقطنها أكثر من عشرة ألف مواطن بعدد 1382اسرة يعتمد معظمهم على الزراعة الصيفية كمصدر دخلهم.
تبعد قرية السعادة او الشقب عن مركز المدينة عشرات الكيلومترات مربع تقريبا وتضم 43محلة هي: ” المشهوث ،ذراع الغبار، الأعيدان، الرخام، الحفرة، نجد المرقب، شهر،النكابي، المساود، المداحية، الوطيئة، النجد، مزعل، الشعبة، الفراحي، الإمري، العقاور، ذراع البير، المرعانة، العداني، الهويبة، الحواضي، الجبا، العقور، الحصن، المواحس، العنين، الشرف، النجدالأعلى، راخم، العقبة العبر، الأكيمة، الهدية، الحوايا، الرحيبة، المشامش، عدين الهويبة، العريض, العشيوة، حافة بني، اكمة المسجد”.
احيط بها عدة قرى هي (الجنهبي ، عركب ، حبور ، كحلان ، الرهن ، نهمان ،النجادة، ينان ) ويشكلن جميعهن عزلة النجادة التابعة إداريا لمديرية صبر الموادم .
اكتسبت الشقب أهميه كبيرة بين قرى جبل صبر نظرا لإرتفاع عدد سكانها وكبرمساحتها فهي الكفة الراجحة عند إجراء اي عملية انتخابية، كما أرتبطت أهميتها بأهمية موقع العروس المطل على مدينة تعز أذ تعتبر الشقب هي البوابة الجنوبية للمدينة, والمطلة بجبالها على دمنة خدير وهناك طريق العروس والشقب وتنتهي الى دمنة خدير.
الموقع الاستراتيجي لمنطقة الشقب جعل مليشيا الحوثي وقوات صالح الانقلابية تستميت في محاولة اقتحامها والتمركز فيها خصوصا عقب سيطرة المقاومة على موقع العروس الاستراتيجي حيث تعتبر الشقب حارس البوابة الجنوبية للموقع و لمدينة تعز أيضاً.
ويتوسط قرية الشقب عدة تباب مهمه جدا لحمايتها وهي تبة مزعل وتبة الحصن التي يسيطر عليها حاليا الجيش الوطني والمقاومة الشعبية
هب أبناء الشقب والقرى المجاورة كرهن وكحلان للدفاع عن أرضهم ومقاومة المليشيا بجهودهم الذاتية وامكانيات متواضعة فلم تتمكن من تحقيق أي تقدم يذكر نحو المنطقة رغم ترسانة الأسلحة المختلفة التي تمتلكها وفارق التسليح.
وسخرت الشقب عقب حصار المليشيات الانقلابية لمدينة تعز كل امكانيتها لإيصال المواد الغذائية وغيرها واستمر تموين المدينة قرابة شهرين ليل نهار, مما لفت انتباه الانقلابيين فشنوا حربا ضدها وحاصروها واغلقوا عليها المنفذ الشرقي.
وخلفت المليشيا مئات الألغام في المناطق التي طردتهم المقاومة منها, وزرعوا الألغام في المنازل وفي الطرقات (المخالف) وفي (الشعاب).
ويعيش المواطنون في ظروف مليئة بالتهديد اليومي بالموت المجاني، أو في ظل انعدام للمساعدات الغذائية.
ولم تستقبل هذه المنطقة أية مساعدات غذائية سوى مرتين وبقدر ضئيل على مدة عامين، كما أن أهالي القرية في ظل انعدام فرص العمل، اصبحوا غير قادرين على شراء المواد الغذائية المرتفعة السعر.
وتعاني منطقة الشقب من انقطاع للكهرباء، وتدهور الأوضاع الصحية بشكل كبير, ويزيد من مأساتها توقف المرفق الصحي الخاص الوحيد، الذي توقف عن الخدمة بسبب قذائف الهاون، بالإضافة إلى انتشار كثيف للنفايات التي تكدست بسبب صعوبة نقلها خوفا من قنص المليشيا.
وتحاصر هذه القرية منذ مايقارب الثلاثة اعوام ويعاني سكانها من ظروف قاسية وشبح المجاعة يطرق الابواب وامراض سوء التغذية جراء خلو القرية من السلع الغذائية عقب اشتعال الصراع في المنطقة.
ونزحت الأسر من الاماكن التي تسيطرعليها المليشيات وكذلك المناطق الواقعة في خطوط النار, حيث نزحت الي اطراف القرية مما تسبب بازدحام سكاني ومضاعفة المعانات و تحولت هذه القرية الى ثكنات عسكرية وهجرت المنازل الوقعة في مناطق المواجهات وأصبحت كالقبور تنتشر جثث القتلى بين أزقتها ويسعف منها مئات الجرحى.
وتتتمركز مليشيات الحوثي في تبة الصالحين وتقوم بقصف عدد من القرى والمناطق بشكل مستمر وهي ” شهر, ونجد المرقب, مزعل, المساود, النكابي, النجد, المشامش, الرحيبة, الحصن, العنيين, العقور, الهويبة, الفراحي, اكمة المسجد, وسط القرية.
كما تتمركز المليشيات الانقلابية في عدد من القرى وهي : “قرية لمشهوث, قرية ذراع الغبار, قريةالأعيدان, قرية نجد المرقب”, وتتسلل الى :”قرية شهر, قرية النكابي, قرية المساود”.
الوضع الصحي :
اعلنت الفرق الصحية بالمحافظة عن رصدها 9 حالات إصابة بوباء الدفتريا بتعز خلال شهر نوفمبر توزعت على كل من مديريات المخاء، مقبنة، صالة، والشمايتين.
من جانب اخر يواجه نحو 400 مريض بالفشل الكلوي في مستشفى الثورة خطر الموت بسبب نفاد مستلزمات علاجهم.
وقال بيان استغاثة أصدرته رئاسة هيئة مستشفى الثورة (تعز)، “ما يقارب 400 حالة مسجلون في المركز، ويجري لهم المركز من 80 -88 غسلة يوميا، خلافا للحالات الاسعافية التي يستقبلها المركز بين الحين والآخر، يتهددهم خطر الموت بسبب نفاد مواد الغسيل ومستلزماته، ولم يتبق منها سوى كمية لا تكفي لاجراء الغسيل للمرضى المسجلين إلا لأسبوع واحد”.
وتابع، “ظل مركز الغسيل الكلوي طيلة فترة الحرب يقدم خدماته لمرضى الفشل الكلوي في المحافظة بما توفر من مخزون، وبجهود حثيثة بذلتها إدارة المركز بدعم كامل من رئاسة الهيئة، واستطاعت أن تتجاوز كثير من المعوقات المرتبطة بتوفير بعض المستلزمات والمواد اللازمة للغسيل قبل نفادها، لاسيما في ظل الحصار على مدينة تعز”.
وجراء ذلك توفي المريض زيد عبده عبدالله أحد مرضي الفشل الكلوى في مستشفى الثورة العام بسبب عدم توفر مواد الغسيل الكلوى وخفض جلسات الغسيل في يوم الخميس الموافق 16 نوفمبر.
ودعا البيان الحكومة اليمنية والمنظمات الانسانية والاغاثية المهتمة في الداخل والخارج لـ”لتحرك السريع لتوفير المواد والمستلزمات الخاصة بالغسيل الكلوي، منعا لتوقف مركز الغسيل الكلوي في الهيئة، وما يترتب على ذلك من خطر على حياة المرضى”.
وتعاني المدينة، وفقاً لتقارير أممية ومحلية، أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة جراء استمرار الحرب عليها منذ ما يقارب 3 أعوام، وتوقف عشرات المستشفيات عن تقديم خدماتها بعد أن أغلقت أبوابها، كما غادر عشرات الأطباء المختصين وأطباء التمريض للمدينة هربا من الحرب.
التهجير القسري :
تواصل مليشيا الحوثي وقوات صالح الانقلابية عملية التهجير القسري بشكل مكثف لعدد من مناطق محافظة تعز .
وشهدت مديرية جبل حبشي موجة نزوح جماعي مطلع شهر نوفمبر في منطقة القوز والاشروح في بني بكاري.
وتقوم المليشيات بزراعة عشرات المئات من الالغام في كل مكان في منطقة القوز والتي تقبع تحت سيطرتها بعد تهجير كل سكان القرية حتى اصبحت القرية خاوية على عروشها.
ولاتزال 3 اسر ترفض النزوح في قرية ‘الأشروح’ نتيجة لوضعهم ومعيشتهم التي اصبحت معدمة نتيجة الحرب، ومع ذلك القرية تتعرض للقصف الهستيري بشكل يومي.
وأصبحت القوز مكان صراع محتدم حتى هذه اللحظة, وبحسب تقارير لمنظمات حقوقية فقد هجرت المليشيا الانقلابية ما يزيد عن 117 أسرة من قرى جبل حبشي خلال نوفمبر في استمرار لعمليات التهجير التي تقوم بها في كل منطقة تقتحمها.
وأكد مسؤول محلي أن عدد الأسر التي نزحت وهُجّرت من منازلها، تجاوز 65 أسرة، من ابناء منطقة الاشروح التي شقت طريقها الى مناطق الميهال، ومدقة، والدار، والكدكاد، والنجب في مدينة تعز التي لم تصل اليها الحرب بعد، حيث احتضنت معظم هذه الأسر.
وأضاف أن 50 أسرة تعيش في 37 منزلا بالقوز أخلت منازلها وبعضها هُجّر قسراً، و20 أسرة تعيش في 16 منزلا نزحت من قرية القوز الأسفل، اضافة الى 16 أسرة كانت تعيش في منازل بدائية بقرية المدافن وعشرات الأسر التي تركت منازلها ونزحت إلى داخل المدينة.
واجبرت المليشيات اهالي وسكان الأشروح، على الخروج من منازلهم قسريا تحت تهديد السلاح، ما أضطر الأهالي إلى الخروج من منازلهم إلى مناطق أخرى. ونقل المراسل عن مصادر محلية ان المليشيا الانقلابية هجرت سكان قرية القوز بعد انتهاكات واسعة وجرائم ارتكبتها بحق الاهالي من خلال القصف العشوائي وزراعة الالغام الارضية وسط القرية وعلى عتبات بيوت ومنازل المواطنين.
وتحاصر المليشيات مئات الاسر في مناطق الأشروح، والمدهافة، والمناييس، وأنم، والمدافن، بمديرية جبل حبشي ولم يستطيعوا مغادرة منازلهم نتيجة القصف العشوائي التي تشنه المليشيا وشبكات الألغام الارضية التي زرعتها أمام منازلهم وفي الطرقات، حيث اصبحت حياتهم مهددة بالخطر.
وكانت المليشيا الانقلابية قد هجرت أهالي قرية تبيشعة من منازلهم، بعزلة بلاد الوافي، في المديرية ذاتها، في شهر فبراير من العام الجاري.
وتستمر الحرب في الجبهة الغربية للمديرية في مناطق ” الاشروح, مزولة, الفوز, شعبة, الايل, شبية”.
وفي الجهة الجنوبية للمديرية في مناطق “العفيرة, الزريبة, النويهة, المكازمة, الرحبة”.
وفي الجهة الشرقية في مناطق “ميلات, الاشعاب, تبيشعة, خور, ماتع”.
وفي الجهة الشمالية للمديرية في مناطق” وهر, العليين, مولية, قشيبة”.
وتعاني تلك المناطق من حصار خانق واستهداف متعمد للمدنيين وتفخيخ للمنازل والمنشآت التعليمية, وتشير اخر الاحصائيات الى ان عدد القتلى من المدنيين تجاوز ال500 شخصا واكثر من 4الاف جريح منهم 80 جريحا ضحايا الالغام وتم رصد حالات التهجير القسري لاكثر من 200 اسرة مهجرة ونزوح 2012 أسرة وتضرر 60 منزلاو 4 منشآت تعليمية, مما ادى الى انعدام تام لمقومات الحياة الضرورية كالايواء والغذاء والدواء وانتشار وباء الكوليرا في ظل تدهور الرعاية الصحية وسوء التغذية.
- الممتلكات العامة والخاصة :
نتيجة لاشتداد المعارك والقصف اليومي والمكثف من قبل المليشيات فقد عجز فريق الرصد الميداني في الوقت الحالي عن رصد كافة الممتلكات العامة والخاصة التي تعرضت للاضرار الكلية والجزئية وماتم رصده يشكل جزءا يسيرا جدا مما تضرر خصوصا في القرى التي يتم قصفها بكثافة يوميا وتهجير ساكنيها:
وتم توثيق ورصد مايلي :
- 24 منزلا تضررت بشكل جزئي نتيجة القصف بالقذائف والصواريخ
- تفجير منزل التربوي طه فارع.
- 12 ممتلكات عامة وخاصة.
- 9 مركبات خاصة.
تقرير انتهاكات حقوق الانسان خلال شهر نوفمبر 2017 التي رصدها الفريق الميداني لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان
- الاحصائيات:
رصد الفريق الميداني الانتهاكات التالية:
- القتلى :
20 قتيلا من المدنيين
8 رجال
9 اطفال
3 نساء
- سبب القتل :
قنص مباشر من قناص تابع للحوثيين : 7 مدنيين
اغتيالات من قبل مجهولين :1 مدنيا
قتلى بقذائف المليشيا : 5 اطفال .
قتلى نتيجة غارات للتحالف العربي: 4 ( نساء واطفال)
قتلى نتيجة اشتباكات مسلحين مجهولين: 2 مدنيين.
وفاة مريض بسبب شحة ادوية غسيل الكلى
- الاصابات:
19 مصابا من المدنيين بينهم حالات خطرة.
رجلين
14 طفلا
3 نساء
- سبب الاصابة :
جراء قذائف المليشيا : 8 مدنيا
جراء عبوة ناسفة للمليشيا: 2 اطفال
برصاص قناص من المليشيا : 3 مدنيين ( طفلين وامرأة)
جراء انفجار لغم زرعته المليشيا : 3 اطفال
برصاص مجهولين : 3 مدنيين بينهم امرأة
ونتج عن الكثير من تلك الاصابات بترا للاعضاء مخلفا عددا اكبر من الاعاقات الجسدية والشلل لللاطفال المصابين جراء الالغام والقذائف.