اختتمت في تعز يوم الأربعاء 14/7/2004 الدورة الخاصة بتدريب المدربين في مجال فض النزاعات سلمياً , التي نظمها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان ضمن برنامجه الخاص عن فض النزاعات بالطرق السلمية من أجل أن تسود ثقافة السلم والتسامح والتعلم للوصول إلى نقطة للتلاقي وحسن الحوار .
الدورة شارك فيها قرابة 30 متدرباً من ضباط الشرطة وممثلي مؤسسات المجتمع المدني , وقانونيين من محافظات عدن , صنعاء , أبين , الحديدة , إب, تعز , ممن سبق لهم وأن تلقوا تدريبات سابقة , حيث ركزت على مدى 4 أيام على علم النزاع وكيفية التعامل معه ونتائجه , بالإضافة إلى تحويل النزاع والتقنيات الخاصة بحل النزاع بطرق خالية من العنف , ومهارات إدارة حل النزاع وكيفية الحوار ومهاراته وكذا مراحل النزاع وتركيبه , وعناصر القوة والنصائح الضرورية لموازنة القوى وإدارة النزاعات ضمن المجموعات , وتحويل النزاع داخل المجموعة وطرق المفاوضات والقواعد الأساسية للتفاوض ومراحله وأنواعه وإدارة العلاقة الصعبة والوساطة وتقنياتها.
وحول الدورة قال الأخ /عز الدين سعيد أحمد الأصبحي مدير عام مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان :”إن الدورة تعد خطوة أولى متقدمة من أجل برنامج تدريب أوسع لضباط الشرطة ومسئولي أنفاذ القوانين وقيادات المجتمع المدني في مجال حقوق الإنسان ونشر ثقافة التسامح وفض المنازعات بالطرق السلمية “.
وأضاف :”ويحذونا الأمل في أن تكون اليمن رائدة في هذا المجال الجديد وأن يجد البرنامج القادم الدعم والتعاون المشترك بين المؤسسات الرسمية والمنظمات ليعم كافة المحافظات ويكون نواة لبرنامج نشر ثقافة جادة للتفاهم والحوار “.
وتحدث الأخ فادي أبي علام رئيس جمعية حركة السلام الدائم في لبنان المدرب الذي نقل للمشاركين خبرة طويلة في مجال فض النزاعات سلمياً في الشقيقة لبنان , تحدث عن الدورة والهدف منها بقوله :إن الهدف كان بناء قدرات المشاركات والمشاركين من ضباط الشرطة ومؤسسات المجتمع المدني من ناحية القدرة على قبول النزاعات وتحويلها وتحويرها مما يصب في مصلحة الأفراد والمؤسسات والمجتمع اليمني ككل ..لأننا نعيش أفراداً ومؤسسات حالات نزاعية على أنواعها ,والنزاع أمر طبيعي في الحياة إنما يبقى أسلوب التعاطي والتعامل مع مختلف الحالات النزاعية التي قد تتحول في ما إذا أحسنا التعامل معها إلى فرص للتطور والتقدم والازدهار على كافة الصعد .
وأضاف :” أن ترويج مهارات وتقنيات فض النزاعات سلمياً أول ما يخدم هو عنصر الاندماج الاجتماعي والوحدة الوطنية “بحيث يكون البديل عن منطق العنف الذي قد يستخدم في العلاقات بين الفرقاء ضمن الوطن .
وعن انطباعه عن الدورة ومخرجاتها قال : “إن التفاعل الذي ظهر بين المشاركين في الدورة التدريبية دل على الثقافة الواسعة , وعلى ألتوق إلى التعلم لكل ما هو جديد , وهذا يدل عن مدى التزام المشاركين في القضايا التي تهم مجتمعاتهم , كما أن العلاقة التي سادت بين المشاركين كانت تتصف بالود والاحترام والوعد بمتابعة المسيرة بما يخدم قضايا المجتمع واحتياجاته الأساسية “.
ولمزيد من الإطلاع والتعرف على آراء المشاركين , كان اللقاء بعدد من المتدربين الذين سجلوا انطباعاتهم , ومنهم الأخت بلقيس أللهبي من المدرسة الديمقراطية –صنعاء التي تحدثت قائلة :”إن الدورة كانت شديدة التركيز وعرضت لأمور قد تكون لها ممارسة حياتية كبيرة . ولكننا استطعنا أن نصل إلى المنهجية التي تجعلها جيدة النتائج” وأضافت :” إن مركز المعلومات قادر على إشباع غالب احتياجات المتدرب حيث أوجد تدريباً مركزاً وممتازاً عن طريق مدربين محترفين مثل الأستاذ فادي أبي علام الذي أثرى عقولنا بمهارات ومعلومات , إضافة الى رفع مهاراتنا الروحية والقدرة الهائلة في إقناعنا بالمعلومة وكثرة أساليب التدريب العملي “.
العقيد عبد الوهاب شكري نائب مدير سجن عدن للإصلاح والتأهيل تحدث عن الدورة بقوله : ” باعتقادي أن دورة فض النزاعات التي أقيمت في الحالمة تعز هي من أنضج الدورات التي لامست واقعاً اجتماعياً يعيشه مجتمعنا بصرف النظر عن مختلف تلك الإشكاليات التي يتطلب فض نزاعاتها ومن خلال ما تلقيناه في هذه الدورة من معلومات جداً كانت مهمة وهي في الأساس عامل مساعد لنا في المواقع الميدانية الجنائية لنا شخصياً أولاً وكذا ما سوف يعكس كذلك في نشاطنا العملي وخاصةً نحن في مجال الشرطة باعتبارها الجهة المباشرة للتعامل مع قضايا الناس ومشكلاتهم .
الأخت كريمة مرشد أكدت على أن الدورة كانت مميزة حيث تطرقت إلى موضوع جديد لم يطرح من قبل , حيث ناقشت موضوعاً مهماً متعلقاً بحياتنا الشخصية والعملية وهو موضوع فض النزاعات سلمياً “. وأضافت “إن روح الاحترام والتعاون سادت المشاركين والمحضرين للدورة , وهذا يدل دلالة كافية على قدرة المدرب في إدارته للمجموعة المشاركة وكذا أسلوبه في طرح المواضيع الذي استفاد منه الجميع “.
ولأن الدورة اعتمدت في طريقة التدريب على عمل المجموعات , وعلى النقاشات وأساليب وتقنيات متنوعة أدت الى نتائج رائعة جعلت المشاركين يؤكدون ذلك , ومنهم الأخت كوكب محمد علي مدير الشرطة النسائية بمحافظة تعز التي أكدت ذلك وأضافت أن الدورة “أكسبتنا مهارات تعارفية أثناء التدريب في كيفية فض النزاعات سلمياً , وتقنيات الحوار والوصول الى حلول ممكنة “.
كما اتفقت الأختان سحر أمين ونادية مار ش من أمن تعز على أن “الدورة وتنسيقها كانت ممتازة وكانت فوق المستوى المتوقع بجميع المقاييس وقد تماشى برنامج الدورة مع توقعاتنا وجعلتنا نخرج بأفكار واضحة ومنهجية محددة نستفيد منها في الحياة العملية “.
وأوضحت الأخت إشراق فضل ألمقطري مديرة شؤون الموظفين في إذاعة تعز المسؤولة القانونية باتحاد نساء اليمن ” أن الدورة كانت أكثر من رائعة من حيث الإعداد والمكان والتدريب , إضافة إلى المشاركين القادمين من منظمات مجتمع مدني مختلفة وكذا جهات ضبطية حكومية كالسجن وإدارة الأمن وغيره “. وأكدت على أن الدورة كانت نوعية ومميزة كونها عالجت موضوعاً حاضراً وباستمرار في حياتنا العامة والخاصة , وإعطائنا أفكاراً وطرقاً جديدة في التفاوض والحوار والوساطة وكيفية تحويل أي نزاع إلى نتائج إيجابية , ومساعدة المجتمع في حل جميع النزاعات سلمياً لنكون في وطن كله سلام “.
وهذا الأمر اتفقت معه الأخت وزيرة محمد عبد اللطيف , من إدارة البحث الجنائي بعدن حيث قالت:” إن الدورة ركزت على موضوع مهم نحتاجه كثيراً في حياتنا وعملنا , خاصة في المباحث وقد أضافت الدورة إلى مداركنا العملية كيفية التعامل مع النزاع حتى نستطيع أن نصل إلى نتيجة إيجابية ..ولا يفوتني أن أتطرق إلى الجانب التحضيري للدورة الذي بذل فيه جهد كبير لإنجاحه وإيصاله إلى مستوى أكثر مما كان يتوقعه المشاركون , وكذا حسن اختيار المدرب الذي أعطى للدورة المرونة والسلامة وإبعادها عن جو الملل “.