دوما احب ان اجلس بالطائرة على مقعد الممر لا احب مقاعد الوسط التي تشعرك بأنك مقبوض عليك تماما مثل السياسة تكون بهذا المقعد شخص بلا ملامح
ولا احب اطلالة النافذة ابدا لأنها تجعلني انظر الى الارض من أعلى وانا احب ان ارى الامور على حقيقتها وعن قرب
مقد الممر يشعرني اني استطيع ان ارحل بسرعة متى اريد
ويشعرني بعمري الذي يتسرب في ارصفة الانتظار والرحيل المستمر بانتظار ما لا يجيئ !!
ها انا اعود من حميمية تعز الى صخب القاهرة في صالة الترنزيت بالمطار المشغول بمظاهرات الشارع المصري لأغير فقط رحلتي ومقعدي الى روما ايطاليا حيث صخب الحياة وحياة التاريخ
اطلب من موظفة الطيران الايطالي ان يكون مقعدي على الممر
قالت سأحاول وسألتني :
هل تحب انت تكون في الوسط ؟
قلت لها لا
احس اني اسير ومقبوض علي بين مخبرين اثنين .. عن يمين ويسار !!
ابتسمت وهي تسأل ثانية طيب على الشباك ؟
قلت لها ايضا لا يا سيدتي النافذة الصغيرة للطائرة العملاقة تذكرني بنافذة السجن وايام الحبس الحزينة ! تلك مرحلة من العمر لا احب تذكرها ولو على متن طائرة
كما اني لا احب ان ارى المدن وهي مستلقية بحزن
احب لقاءها منتصبة فرحة تحمل بيديها وردة
لا مستلقية تفرك عينيها بكسل !!
قالت من تقصد ؟
قلت المدن المدن ..لا غير
اعطتني بطاقتي لأصعد الى الطائرة وهي تنظر بحيرة ودهشة والعيون العسلية التي تشبه لون البن المحروق تذكرني بجبال قريتنا المعلقة بالسماء
وتركتها لحيرتها ونظراتها تشيعني وذهبت نحو طائرتي اني ذاهب الى روما
ااااااااااااااه روما عاصمة الفن والطعام المتميز والصخب الجميل !