وكأن العالم سفر سفر سفر
اترك صراخ الحوارات التي لا تسمع بعضها واترك البلد الغارق بالاسلحة والقبائل والكهرباء المقطوعة والشوارع المقطوعة والقلوب ( المقطوعة ايضا )
**اترك صراخات الوحدة والانفصال !! صرخات الثورة الناجحة والثورة المسروقة !
اترك اناشيد تمجد الحجر والشجر وافعال تنتهك البشر
على مقعد الطائرة في صف خال رايت نفسي اغرق بصمتي الذي يضج بداخلي !
اعتذر من المضيفة الدقيقة الملامح القادمة من كولمبيا واعتذر عن اي طعام
**لا اجمل الان من خير جليس – اغرق في كتاب عن اشعار جلال الدين الرومي –
هل هي الصدفة التي اهدتني قصائد المتصوف الاشهر في العالم في هذه اللحظة!
ام هي الروح تهرب من ضجيج يقتلك قهرا وانت ترى الكل يمعن في الذهاب الى الانتحار بقوة وهو يرى ؟!
** هل يعرف الكثير ان قصائد جلال الدين الرومي مغناة على مستوى العالم وهذه مادونا تغني واحد من اغاني الروح المحلقة !! ولكن في هذه اللحظة الان
كانت الموسيقى الهادئة في الطائرة التي تغادر الان صنعاء لحن تركي كله شجن ! موسيقى الاناضول الحزينة كافية لأن تجعل الروح تضج بصمتها الحزين !
**لا احب النظر من نافذة الطائرة المحلقة نحو قعر المدينة و الاضواء الشاحبة في المساء متناثرة في صنعاء – اضواء شاحبة غير منتظمة تظهرها اكثر حزنا
لا اضواء حقيقية بهذه المدينة تبرزها كمدينة بل شظايا اضواء خافتة تؤكد لنا مدى هذا الحزن الجاثم على هذه الارض ومدى التشظي ! وبالفعل وكأن هذه الاضواء البعيدة هي بقايا جمر رمي بغضب نعم بقايا موقد فحم ملتهب لا اكثر وليس انارة صاخبة !
بل هو هذا الشحوب الحزين لمدينة تتطلع للخروج من حالة – التقطعات والخوف والغبار –
كيف لي ان اغادر حزن روحي ياجلال الدين الرومي !!