بروكسل مدينة للصقيع والصمت !
عزالدين الاصبحي
توارى الناس مع اجازة الاسبوع ولا حركة في الشارع المؤدي الى محطة القطار
وشكل الكراسي المقلوبة في المقهى المغلق يشعرني بالوحدة اكثر وكأننا في مدينة مهجورة لا احد فيها ولا شرطي ولا نباح كلب يتيم !
لا احد غير هذا الصمت والصقيع !!
اشعر بخوف ما من صفير الريح هذه في المحطة الخاوية حتى من موظفيها !
ليس معك غير الآت تحاورها !
آلة لصرف النقود !
وآلة لشراء تذكرة بالمترو والذي يفتح لك ابوابه وحدك كصندوق للموتى !
وآلة تعطيك قنينة الماء وقطعة الشيكولاته وكأنك طفل نبذته قرية مكلومة !
مات كل من كان هنا امس يجن بصخب الليل يرصون علب الشيكولاته ويحتفون امام الجراند بلازا بأعظم الحان الموسيقى على جدار اجمل الكتدرائيات !!
لا احد الان غير هذه الريح التي تهب باردة حزينة !
– لماذا مع كل نسمة باردة اشعر بها تخترق الروح وتذكرني بأنها آتية من هناك من يمن بعيد محاصر بالترقب والخوف !!!
هل هو حدس ما ؟ ام هو انشغال البال بالوطن المسكون بالقلق دوما !!؟؟
* وطن يشبهك وكأنه مثلك في محطة مهجورة وصباح معتم لا شمس فيه
غير هذا الصمت والصقيع !
مؤلم ان تسمع همس قلبك وحيدا ! ويهب الصقيع الى روحك وليس الى مفاصلك المتعبه فقط !!!