وفي رسالته اليوم الجمعة بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، إن التعذيب هو “انتهاك صارخ لحقوق الإنسان”.
على الرغم من أن القانون الدولي “يحظر بشكل لا لبس فيه التعذيب في جميع حالاته”، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة قال إنه ما زال مستمرا في العديد من البلدان، “حتى في تلك التي جرمته”.
وأشار الأمين العام إلى أن التعذيب يسعى إلى القضاء على شخصية الضحية وحرمان الإنسان من كرامته المتأصلة.
التعذيب فعل لا يمكن تبريره
أصبحت المخاوف بشأن حماية الأمن الوطني والحدود تستغل على نحو متزايد لتسمح بممارسة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية والمهينة واللاإنسانية. وغالبا ما تتجاوز عواقبه المنتشرة الفعل المعزول على الفرد الذي ينتقل عبر الأجيال، مما يؤدي إلى دورات من العنف.
وبدورها أدانت الأمم المتحدة ذلك منذ البداية باعتباره أحد أخطر الأعمال التي يرتكبها البشر ضد إخوانهم من بني البشر.
وأوضح السيد غوتيرش في رسالته اليوم “في هذا اليوم الدولي لدعم ضحايا التعذيب، ينتهز المدافعون عن حقوق الإنسان والناجون من التعذيب في جميع أنحاء العالم الفرصة لرفع أصواتهم منددين بهذا الإنكار البغيض لكرامة الإنسان، ويحتفون بذكرى ضحاياه ويعملون على مساندتهم”.
لا أساس قانوني للتعذيب
التعذيب محظور تماما بموجب جميع الصكوك القانونية ذات الصلة ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف من الظروف.
يجب ألا يُسمح لمرتكبيه أبداً أن يفلتوا من العقاب على جرائمهم، ويجب تفكيك النظم التي تسمح بالتعذيب أو إحداث تحول جذري فيها– أنطويو غوتيريش
وفقا للأمم المتحدة، يشكل حظره جزءا من القانون الدولي العرفي، مما يعني أنه ملزم لكل عضو في المجتمع الدولي، بصرف النظر عما إذا كانت الدولة قد صدقت على المعاهدات الدولية التي تحظر هذه الممارسة أم لا.
علاوة على ذلك، فإن الممارسة المنهجية وواسعة النطاق للتعذيب تشكل جريمة ضد الإنسانية.
أكد السيد أنطونيو غوتيرش، أن “التعذيب ينتقص من كل شخص وكل ما يمسه، بما في ذلك مرتكبوه والأنظمة والدول التي يُمارس فيها. وأضاف: “يجب ألا يُسمح لمرتكبيه أبداً أن يفلتوا من العقاب على جرائمهم، ويجب تفكيك النظم التي تسمح بالتعذيب أو إحداث تحول جذري فيها”.
التخفيف من آلام الضحايا وتمكينهم
يحتاج ضحايا التعذيب إلى برامج فورية ومتخصصة، وأكد الأمين العام السيد غوتيرش أنه “ولا بد من تمكين الضحايا والناجين وأسرهم ومساعدتهم على التماس العدالة تعويضاً عما نالهم من شقاء.”
يقوم صندوق الأمم المتحدة للتبرعات لضحايا التعذيب، بتوجيه التمويل لدعم ضحايا التعذيب وعائلاتهم من خلال تقديم مئات المنح لمنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، بما فيها تقديم المساعدة الطبية والنفسية والقانونية والاجتماعية وغيرها من المساعدات.
في هذا اليوم الدولي، فلنُحيِ معاً ذكرى ضحايا التعذيب ونلتزم بالعمل على إقامة عالم لا مكان فيه لمثل هذه الانتهاكات– أنطونيو غوتيريش
ويساهم أيضا الصندوق الأممي في إعادة تأهيل وتعويض وتمكين والوصول إلى سبل الانتصاف لما يقرب من 50 ألف ناج من التعذيب كل عام.
وفي هذا الصدد قال الأمين العام للأمم المتحدة “أزكي، لهذا الغرض، صندوقَ الأمم المتحدة للتبرعات لصالح ضحايا التعذيب وأدعو إلى تجديد موارده.”
يوفر هذا اليوم المخصص فرصة سانحة للجميع في كل مكان لكي يتحدوا من أجل دعم مئات الآلاف من الناس حول العالم الذين تعرضوا للتعذيب وللذين ما زالوا يتعرضون لسوء المعاملة حتى اليوم.
واختتم الأمين العام رسالته بالقول “في هذا اليوم الدولي، فلنُحيِ معاً ذكرى ضحايا التعذيب ونلتزم بالعمل على إقامة عالم لا مكان فيه لمثل هذه الانتهاكات”.