أصدر مرصد الأزهر الشريف تقريرا مساء الثلاثاء قال فيه إن إحدى الناجيات من جحيم “بوكو حرام” الارهابية روت شهادتها للمرصد عن جرائم الجماعة.
وروت الناجية لمرصد الأزهر ما واجهته من الموت مرات عديدة، وإجبارها على تنفيذ هجوم انتحاري بعد أن رفضت الزواج من أحد مسلحي الجماعة.
وقال المرصد إن الفتاة هي واحدة من فتيات “تشيبوك” المختطفات من قبل جماعة بوكو حرام منذ ثلاثة أعوام، وروت حكايتها ومعاناتها وقت أن كانت في قبضة هذه الجماعة.
وأشار تقرير المرصد إلى أن الفتاة تبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، وأن جماعة بوكو حرام اختطفتها منذ أكثر من ثلاث سنوات وقام مسلحون من بوكو حرام باختطافها وهي برفقة أبيها في ولاية برنو بشمال نيجيريا، مبينة أنها واجهت الموت عدة مرات، ولم تنعم بالأمن يوماً واحداً وهي رهينة في قبضة هذه الجماعة.
وأضاف تقرير المرصد على لسان الفتاة أن “جماعة بوكو حرام تقوم باستغلال المختطفات جنسياً وتعذيب من ترفض الزواج بعناصرها أو إجبارهنّ على تنفيذ عمليات انتحارية، وهو ما حدث معي، إذ أجبرني قادة بوكو حرام على ارتداء حزام ناسف تحت تأثير المخدّر والانتقال لولاية مايدوجوري لتنفيذ عملية انتحارية ولكني نجحت في الهروب وسلّمت نفسي للشرطة التي قامت بتفكيك الحزام وإنقاذ حياتي، وما لي ولا لزميلاتي ذنب سوى أننا رفضنا تنفيذ أوامر الجماعة في قبول الزواج من عناصرها وقادتها”.
ونوه المرصد في تقريره عن هذه الفتاة ناقلا سعادتها في نجاحها في النجاة بنفسها وأيضاً إنقاذ حياة عشرات الأبرياء كانوا مستهدفين بالهجوم الذي كان مقرراً أن تقوم به.
وأشارت أيضاً إلى أن بوكو حرام لا تتورع عن التنكيل بالفتيات وتهديدهنّ بالقتل وقتل أهليهم حال عدم استجابتهنّ لمطالب الجماعة.
واختتم المرصد تقريره قائلا إن “إجرام بوكو حرام بحق النساء والأطفال هو إجرام بحق الإنسانية كافة وأنه لا يدلّ إلا على غي هذه الجماعة وابتعادها عن الفطرة السليمة وأنها ليست إلا جماعة متوحشة تسعى للإفساد تحت مسمى الدفاع عن الشريعة وحمل راية الدين، فهل اطلع هؤلاء على رؤية الشريعة للمرأة؟! وهل راجعوا موقف الإسلام من الأطفال؟! وهل أدركوا موقع جرائمهم هذه من الدين الحنيف؟! أم أنهم يختلقون مبررات لجرائمهم، ويتقوّلون على الشريعة بما ليس فيها؟! ويدّعون أن المرأة سلعة يمكن لهم الاتجار بها كيفما يشاءون؟! بل إن الإسلام كرّم المرأة وجعل صلاح الأمة بصلاحها وأوصى بها الرجال خيراً، لا أن تسبى، وتستعبد، وتنتهك حرمتها، أو حتى تجبر على الزواج وتكون مسلوبة الإرادة والحريّة”.