تحولت الانتفاضات السلمية التي اندلعت في عام 2011 في ليبيا واليمن إلى صراعات مسلحة عنيفة تتسم بانعدام الأمن الداخلي وانتشار شديد للأسلحة. وقد أدّى هذا التحول إلى حد كبير في المساحة المتاحة للنساء في ليبيا واليمن، وقيد مشاركتهن في عمليات السلام، على الرغم من أنهن شكلن قوى للتغيير الثوري في بداية الانتفاضات
عملت الرابطة وشركاؤها في اليمن وليبيا معا على تحديد وتحليل ومعالجة انعدام الأمن المتعدد الأبعاد الذي تجبر المرأة إلى مواجهته. وفي عام 2017، أجرت منظماتنا الشريكة وهم: منظمة معاً نبنيها، أكون للحقوق والحريات، مركز معلومات حقوق الانسان والتدريب”، ومنظمة اخرى لم يذكر اسمها لدواعي امنية، استشارات لإبراز مدى تأثير تجارب المرأة في المشاركة المباشرة في السلام والأمن على كيفية استمرارها في رؤية نفسها اليوم. ويحلل هذا التقرير نتائج هذه الاستشارات المحلية
ويستخلص هذا التقرير نتائجه الرئيسية من محاضر المناقشات التي أجريت في مدن مختلفة في اليمن وليبيا من قبل شركائنا الذين قدموا تقارير عن تجارب النساء خلال الصراعات. وعقدوا مناقشات جماعية مركزة مع القيادات النسائية والنازحات داخليا والنساء من الأقليات العرقية في أماكن عامة. وأفادت معظم المشاركات بأن الوجود الواسع النطاق للأسلحة واستخدامها يمثلان أولوية رئيسية للسلم والأمن ويلزم التصدي لها، لأنها تسببت في انخفاض كبير في حركتهم، وبالتالي حدت مرة أخرى من مشاركة النساء الفعالة في الفضاء العام
ومن خلال هذا التقرير، تشدد الرابطة وشركائها على مقاربة محلية ومجتمعية بامتياز لمعالجة ذروة العنف الدائر ومكافحته. ونحن نؤمن إيمانا قويا بأن دعم هذه الالتزامات على المستوى الصغير سيبقي بعض الروح التي أبدتها النساء عندما انضممن لأول مرة إلى الفضاء العام الذي فتحته الانتفاضات