رصيف ومحطة جديده مطارات العالم المكتضة تتشابه بكل شيئ من عبوس رجال الامن الى ابتسامة البائعه في السوق الحرة وتريد ان تقنعك بعرض العطور الجديده ؟
هل لدينا وقت لزجاجة عطر يا سيدتي ؟ وتسألك اذا كان ما من إمرأة تنتظر عطرك ؟ فلا تملك غير ابتسامة الحزن الاثير !
** وحدها المطارات تفرز لك وجوه عرب كثر تعرفهم ليس من لغتهم ولا سحنتهم بل من نظرات القهر التي تهدهم !
لم يعد هؤلاء يحكون باصواتهم المرتفعه كما كنا نسخر من عربنا !
الان يلفنا هذا الصمت المطبق ونظرات تائهة !
– في الركن عائلة سورية تعرفها من لهجتها والاب الذي يحدثك ويلوح بيد واحده فقط فالاخرى لاشيئ غير كم قميص قطني حزين هو الاخر حزين هذا الكم من القماش لأنه معلق بالفراغ ! مثل صاحبه !
يسألني عن الجزائر ؟ فهناك ارصفة بعيده قابلة لاحتضان قادمين فروا من حرب لا يعرفون خاتمتها !
** وفي اركان اخرى عرب اخرون لا يحدثون غير انفسهم وعيونهم معلقة بشاشات عرض جدول الرحلات
تميز رعب كل شخص ببساطه
هذا برعبه من موت محتوم فر منه
وتلك امرأة تختزن بوجهها مأساة فقدان لا يوصف
وطفل زائغ النظرات لا يدري لماذا يجر في هذه الصالات المزدحمة التي لا ترحم برأته !
وحتى هذا المتخم بنفطه تراه مرعوبا من كراهية اخرين يخشى ان تحمله ما لاذنب له غير ان اتى من بلدان تعادي بلدان اخرى !
وباحثة المانية لا تكف تسألني عن حروب المذاهب واشعر بغصة لا تمكنك من قول اهاتك في هذا الفضاء
لا يهم امامي محطة ثالثة واصل جنيف
حيث يقتلك السويسريون بصمتهم ودقة نظامهم !
ويضحك رفيقي اللبناني ويقول
يالله كيف راح تتحمل هناك كل ذلك الهدؤ !!؟ وانت من بلد يموت حبا بالضجيج والفوضى !
ونضحك
هو ضحك كالبكاء !