عمان- ودع الأردنيون العام الماضي، وقد حملت سلته من الأحداث ما أثقل كاهلهم، فست عمليات إرهابية، استشهد فيها 27 إنسانا، كانت كافية لأن يكون هذا العام مؤلما للأردنيين.
23 شهيدا من مرتبات المخابرات العامة وحرس الحدود وقوات الدرك والأمن العام، و4 مدنيين، بينهم السائحة الكندية التي قضت في عملية قلعة الكرك الإرهابية، هم من خيرة أبناء الأردن، ولا يمكن رحيل عام 2016 دون أن نتذكرهم.
على الجانب الآخر، قتل في مواجهات قوات الأمن مع التنظيمات الإرهابية 13 إرهابيا في 2016، بينهم 7 أعضاء في خلية إربد، والتي وقعت احداثها خلال آذار (مارس) الماضي، ومنفذ عملية الركبان الذي قتل أثناء عملية انتحارية ارهابية، أداتُها سيارة مفخخة، أسفرت عن استشهاد 6 من رجال قوات حرس الحدود والامن العام، كما قتل 4 ارهابيين، تحصنوا في قلعة الكرك قبل نحو ثلاثة أسابيع، وقتل ارهابي آخر بلواء الشوبك قبل نهاية العام بأيام.
ومن بين ضحايا الإرهاب، برزت قضية اغتيال الكاتب السياسي ناهض حتر على يد متطرف، أمام بوابة قصر العدل في عمان، كان الكاتب الشهيد قبيلها يمثل في جلسة، تتعلق بنشره كاريكاتورا على صفحته في “الفيسبوك”.
عام استثنائي عاشه الاردنيون في 2016، لم يشهدوا مثل ضراوته منذ عقود. مواجهات مع خلايا إرهابية، وتحديدا مع أفراد من عصابة “داعش” الارهابية، وفق تحقيقات أمنية، بينت أن أربعة من مرتكبي الجرائم الارهابية في البلاد، مرتبطون على نحو مباشر بـ”داعش” الإرهابية، وأن جرائمهم، كانت بتكليف من عصابتهم.
عملية الاعتداء على مبنى مخابرات البقعة، نفذها إرهابي مرتبط فكريا بـ”داعش” الإرهابية، وهي تأتي في نطاق ما يطلق عليه جرائم “الذئاب المنفردة”، وجاءت إثر فتوى أطلقها من يزعم بأنه الناطق الإعلامي لـ”داعش” الإرهابية المقتول أبو محمد العدناني، وفيها دعا لارتكاب جرائم خلال شهر رمضان في أوروبا، وفي ضوء ذلك، نفذ إرهابي البقعة عمليته استنادا لذلك، ما نتج عنه استشهاد 5 من مرتبات مخابرات البقعة.
محكمة أمن الدولة؛ قضت بإعدام معظم من اشتركوا في ارتكاب عمليات إرهابية في المملكة، بينهم منفذ عملية البقعة، و5 من عناصر خلية إربد، التي استشهد خلال مواجهاتها الرائد راشد الزيود، إضافة إلى إعدام المتطرف قاتل الشهيد حتر.
لم تنحصر العمليات الارهابية في شمال ووسط المملكة، بل امتدت الى الجنوب في محافظة الكرك، ما أسفر خلال مواجهتين عن استشهاد 11 رجل أمن ودرك، ومواطنين وسائحة كندية.
وشهد لواء الشوبك في محافظة معان قبيل انتهاء العام الماضي، مواجهات مسلحة مع إرهابي يحمل جنسية عربية انتهت بمقتله، واعتقال ابنه، وما تزال التحقيقات جارية حول من يشتبه بتورطه في عمليتي الكرك أو الشوبك.
الأردنيون بكافة شرائحهم، يدركون خطر ما يجري في المنطقة، ويلمسون ما تعانيه المملكة من أزمات وأوضاع اقتصادية وأمنية، بخاصة حدودنا المحاذية لبؤر الصراع في العراق وسورية، ما يجعلهم متيقنين من أن التطرف والإرهاب يجب وقفهما، لذا، فإن تأكيدهم المستمر على رفض الإرهاب، هو جزء من كيانهم القيمي والثقافي والديني، الرافض للإرهاب والتطرف بكل أشكالهما.
ستة أحداث إرهابية آلمت الأردنيين، وأصابت أعزاء من أبنائهم، لكنها لم تثبط عزيمتهم في رفض الارهاب، بل زادتهم إصرارا على مكافحته، ومدتهم بعزيمة لا تحد في التيقظ والانتباه لما يجري في الداخل الأردني.
وقد تبدى ذلك في حالة التضامن الوطني الكبيرة جدا مع الاجهزة الامنية، واصطفافهم خلف قيادتهم في مكافحة الفكر التكفيري والتنظيمات الارهابية، وتحديدا عصابة “داعش” الارهابية، والتي تثبت كل يوم اضمحلالها، وهو ما يشير اليه مراقبون، من أن العام الجديد 2017، سيشهد نهاية هذه العصابة، الى جانب، ارتفاع وتيرة الثقافة التوعوية على المستويين الرسمي والشعبي، بخطر التطرف والإرهاب.