تابع مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (hritc) ما نشر حول موقف الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان تجاه المركز والتقارير الصادرة عنه.
والمركز إذ يعرب أولا عن تقديره لكل المنظمات الصديقة العضوة في الفيدرالية (وهي تجمع إختياري للمنظمات غير الحكومية) والتي عمل معها المركز لسنوات طويلة وسيعمل معها بطبيعة الحال كون الأنشطة المتعددة قائمة على مختلف الأصعدة .
ولكن ما أراد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان التأكيد عليه بعد تناول عدد من الناشطين للخبر وفي محاولة مغلوطة شكلت إلتباسا على البعض وأظهرت كأنها للنيل من مركز المعلومات.
وهنا توجب توضيح موقف المركز الثابت تجاه وضع حقوق الإنسان في اليمن حيث يبقى الموقف ضد كل منتهكي حقوق الإنسان واضحا ومبادئيا.
فقد وقف المركز بجدية ضد حركة الانقلاب على مؤسسات الدولة في صنعاء ومصادرة الحريات في 21 سبتمبر 2014، ودفع ثمن ذلك من مصادرة مقراته واقتحامها ومصادرة مكتبته الأساسية ووثائق المركز وعمل يمتد لأكثر من عشرين عاما.
كما تعرض كل العاملين فيه إلى الملاحقة ومحاولات التصفية.
ولم ينجو مقره في تعز إبان القصف في 2015 و 2016 من الأضرار الجسيمة كما فقد مقره في عدن أيضا في حرب 2015.
ومع ذلك بقي المركز المؤسسة الأكثر انتظاما في إصدار التقارير الشهرية والدورية.
وانحصر عمل التقارير المستمرة للمركز في مدينة تعز خلال الأعوام الثلاثه الماضية لتكون تقاريره في هذا الإطار مرجعا واضحا لأبرز قضية انتهاك مستمرة لحقوق الإنسان في اليمن وهي حصار تعز وتعرضها للقصف المستمر.
وجاء تركيز عمل المركز في هذا الإطار من مقاربة واضحة وهي عدم القدرة على العمل في مناطق سيطرة الحوثيين لتعرض عاملينا للخطر الحقيقي، وثانيا لإمكانية العمل في تعز مع تواجد فريق المركز في المحافظة، بالإضافة إلى تقديرنا إلى أهمية التركيز على أخطر منطقة تعاني من الإنتهاكات الممنهجة في اليمن مع تقديرنا لكل المناطق التي تعاني من مختلف الإنتهاكات لكن طاقة عمل المركز خلال الثلاث السنوات الماضية لم تكن لتمكنه من العمل ميدانيا في رقعة جغرافية أوسع باليمن، محترمين بذلك المعايير المهنية الصارمة ومعترفين بحقيقة التحديات القائمة.
وهنا نوضح أن المركز بقي رغم الظروف الصعبة مؤسسة فاعلة على المستوى المحلي والإقليمي ولم يتراجع نشاطه في المحافل الدولية سواء كمؤسسة حاصلة على الصفة الإستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة أو كعضو في مؤسسات وملتقيات عدة
محترما كل مباديء حقوق الإنسان
ويعمل بصرامة ومهنية.
وتعد النقطة الأهم التي طرحها المركز من حيث مقاربته لاوليات الإنتهاكات القائمة هي رؤيتنا التي نؤمن بها أن انقلاب جماعة الحوثي وميلشياته على المؤسسات الشرعية كانت الأساس الأكبر لكل تدهور حالة حقوق الإنسان بما في ذلك التدخلات الإقليمية المختلفة، ومن قراءة واضحة للمركز هي أن الانقلاب المسلح ( وهو في كل المعايير القانونية جريمة لا يمكن التغاضي عنها لأي حسابات سياسية )
كان في اليمن ليس مجرد انقلاب على حكومة شرعية بل انقلابا على إجماع شعبي كامل تمثل في انقلابه على مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي مثل مرجعية لليمنيين جميعا للخروج من الأزمة السياسية
ومن هذا المنطلق كان موقف المركز في هذا الجانب منسجما مع مانؤمن به من مبادىء حقوق الإنسان
كون رفض العنف والانقلابات المسلحة ورفض خطاب الكراهية وسياسة تشظي المجتمع كلها مباديء ثابتة، التمسك بها ضروة للخروج من مأزق اليمن الحالي.
وسيبقى مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان( hritc) كما كان منذ 24 عاما مؤسسة تعمل من أجل تعزيز مباديء حقوق الإنسان والدفاع عن قضايا الإنسانية بكل جدية ومهنية ومسؤولية
مقدرين وشاكرين لكل الذين نشروا وتفاعلوا مع أخبار المركز ونشاطه كدليل تأكيدي على مكانة المركز وثقتهم فيه مهما بدأ تناول الأخبار مختلفا.
تعز :
24 أكتوبر 2019