عزالدين الاصبحي
قصص الحدود مؤلمة في بلداننا !!
نحن قادمون من عصر لم يعد هذا العالم يعيشه غير في كتب العبرة والتاريخ وافلام الخيال عصر النزاعات على الماء والكلاء والتجسس على شيخ القبيلة وحدود خيمة الجواري !
نحن قادمون من وراء التاريخ ! والعالم يسير الى ابعد نقاط الجغرافيا للاسف !!
** تفكر كعربي اصيل وانت تعبر مطارا عربيا مليون مرة بأسئلة مقرفة من المخبرين والشرطة والحراسات !
واذا قدر لك سؤ حظك ان ترى كيف يعامل المواطن العربي وهو يعبر طريقا بريا بين بلدين عربيين فستبكي على اليوم الاسود !الذي جعلك عربيا عابرا للحدود العربية !
اليوم قررنا ان نعبر بسيارة صغيرة حدودبلجيكا وهولندا !
الطريق الى بروج جميلة ( وتنطق بروشيه اوبروجيه ) وحسب اللكنة الفرنسية المستخدمة اوالهولندية
** يتباهى البلجيكون بهذه البلدة التي تستقبلك بكل الطباع الهولندية وبرودة الاراضي المنخفضة – هي فينسيا بلجيكا كما يحبون ان تقال عنها !
• و bruggeأو بروج، هي مدينة وبلدية في بلجيكا وعاصمة وأكبر مدينة من مقاطعة فلاندر الغربية في الإقليم الفلامندي وهي تقع في شمال غرب بلجيكا
لكن الوجهة الان بحر الشمال هذا المنفذ للمحيط الهالك الذي لف بضبابه تاريخ من المغامرات والحروب
انا لا يعنيني الان إلا كيف اخفف من هذا البرد الذي يسحق عظامي وريح الشمال البارده التي تعصف بمفاصل هي منهكة اصلا
– يااااااارب لماذ كل شمال قاسي وبارد!!
لا يهم يكفي من بروجيه او بروج ان تتناول من محل يتباهى بنفسه هذه البطاطا المقلية والتي كتب عليها انه يتميز بها منذ 1900 نعم اي قبل مائة وثلاث عشر سنه !! انه الفخر بالتاريخ وبأي شيئ وهي عادة جميلة ان يصنع الفرح من كل مناسبة ولو كان محل لبيع البطاطا المقلية ! ذكرني بملك البطاطا ببيروت في قلب الحمراء ولكن الاهم هو ذكريات الطفولة بتعز اوعدن اااااااااااااه بس من بطاطنا
** اين منها بطاط تعز الشهير بالمدينة القديمة وحلة البطاط لعمك عطير !! او بالمصطلح اليمني ( د ست البطاط !!)
لو كان الحاج عطير بائع البطاط في الباب الكبير بتعز بلجيكيا او فرنسيا لصار ماركة مسجلة الان !!
اما بطاط عدن بكريتر ونحن صغار المعحجون بالحمر ! فهو ماركة دولية بدون غبار !!…
دعونا ببلجيكا !
ذهبنا الى اخر الحدود
تركنا امامنا لافته صغيرة لا تعرف ولا تقرأ تقول انها حدود بين بلدين !!
هنا الحدود بين هولندا وبلجيكا عبارة عن بلاطة من عشرين سنتيمتر لا اكثر وترون ذلك بالصور الشهيرة !
المقهى او البيت الحدودي سيكون له نافذتة بلجيكية وبابه هولندي!!
وللاسف لا اغني هنا مثل ارفع رأسك يأخي الهولندي ! ..ولا شعارات مثل الوحدة يا خلي للشعب غاية !!
لا شرطة ولا حرس حدود ولا اغاني عن بلاد العرب اوطاني !
** غابت اللغة وبقيت الهولندية ولغة الاشارة مع ابتسامة جذابة واسعار منخفضه مشجعة
ولا مظاهر اخرى عن الوحدة او الموت ! ولا عن الحدود المقدسة !
تذكرت مع صديقي عاصم اليوم ما جرى لنا قبل ثلاثة عشر سنه كنا شبابا صغارا في استراسبوغ الفرنسية ولا تزال العملة الفرنك الفرنسي اي قبل اليورو الذي وحد اوربا الان
شبابا يسير على الدراجات الهوائية بين بلدات خضراء جميلة ! وبعد حين دهشنا لبائع القهوة وهو يتأنى في عد نقود ثمن كوبين من الشاهي !؟
لم ندرك اننا صرنا في المانيا وان العملة هي المارك ونحن ندفع بالفرنك والرجل يحتاج الى وقت لتحويل الفارق !! لم نكن نشعر بلحظة الوجع كما هي الان فالعالم صار يسير اقوى نحو التوحد والتعاون ونحن عدنا الى ماوراء التاريخ !
– نكمل ذكرياتنا الان و فرحتنا بهذا المطعم الهولندي ببلدة صغيرة جميلة Sluis بلدة تقع في غرب فلاندرز Zeelandic ، في الجزء الجنوبي الغربي من هولندا .
ولم تحدثنا النادلة الجميلة عن معاناة شرطة الحدود ولا عن النازحين ولا القرى الملغومة
مع كل رحلة بين هذه البلدان اشعر بمرارة على وطن يتمزق وامة تصر على الخروج من التاريخ لتكون مجموعة من النازحين بعد ان كانوا قادة من الفاتحين !!
——————————————————–
** الصور كما ترون مع بطاط بلجيكا وبعد جلسة مقارنة مع بطاطنا الوطني !
والاخرى وانا ارتعد بردا امام بحر الشمال الذي لا يرحم والثالثة صورة البلاط للشارع الذي يفصل بين دولتين بلجيكا وهولندا وبدون دبابات الوحدة وصواريخ الانفصال !!!