عزالدين سعيد الاصبحي
تمنيت ان احضر التكريم الذي قام به الزملاء في مؤسسة الثورة واتحاد الادباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء في الذكرى ال 11 لرحيل الاستاذ محمد الزرقة لأقول شهادتي بحق هذا الرجل الكبير الذي ظلم كثيرا ولأشكر للزملاء هذا الوفاء الذي نفتقده
كانت اولى خطواتي في العمل الصحفي بمؤسسة سبأ للصحفة انذاك والتي كانت تشرف على صحف الثورة بصنعاء والجمهورية بتعز وكان الاستاذ محمد الزرقة ليس فقط مديرا عاما للمؤسسة ولكن استاذا للعمل الصحفي
وعدت الى فرع المؤسسة بتعز محررا بصحيفة الجمهورية برئاسة تحرير الاستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد وكانت الجمهورية ايامه ملاذا لكل من له رأي يخالف السائد ويرفض ان يكون تابعا ذليلا ويحلم بقليل من الشغب الجميل
ذهبت للاستاذ الزرقة شابا قلقا مدركا انه يعرف توجهي السياسي المغاير والذي لا يحبه النظام ولكن بتشجيع من المجاهد قال اذهب
ولا انسى الرجل الذي قابلني ببساطة واشار الى الادارة المختصة بتعييني مردفا بكلمة مشجعة ( انت كاتب موهوب )
ولم اصدق اني بشخطة قلم صرت محررا ( هكذا كأن الرجل كانه ينتظر تقدمي للعمل الصحفي وانا القادم من قسم العلوم السياسية دون وساطة تذكر ورحم الله تلك الايام في الثمانينات حيث الدنيا لا تزال تتسع للحلم الجميل !!)
– قال رحمه الله لكن يا عز خفف من تأثير روز اليوسف عليك !!
كنت عائدا من مصر مغرما وتلميذا بمدرسة مجلة روز اليوسف الصحفية
فادركت ان الاستاذ محمدالزرقة قد قرا ما كتبت بالجمهورية ويتابعها
وشعرت بسعادة لا توصف واخرجت له ( نسخة قديمة من مجموعة قصصية صدرت له هو شخصيا عن مؤسسة روز اليوسف في نهاية الستينات اسمها كبد الفرس )
وقلت له يا استاذ اتيت اذكرك اني مغرم بنفس المدرسة .. وضحك وقال مصمما بلهجته ( مابالله خففوا من روزا ) يقصد روز اليوسف
ومرت ايام وسنين وصدامات سياسية لا تحصى !
واذكر للرجل الذي بقي في رأس المؤسسة ورئاسة تحرير الثورة انه ما استغل قربه من النظام في ايذاء احد بل وعمل على عدم الاضرار بنا او الانسياق وراء تحريض المخبرين الذين اصبحوا في غفلة من الزمن صحفيين وقادة اعلاميين بل كان يرمي كل ذلك وراء ظهره ويقول .. إلأ لقمة العيش !!
لهذا كانت المؤسسة بصحفها تعج بالوان الطيف السياسي وكان الخلاف مهما تصاعدت حدته يبقى في اطار الحدود المحترمة وتبقى الكلمة تحمل تقديرها
ويبقى كل من اقترب من الزرقة يحمل له هذا الاحترام الجميل والود
وربما هذا الذي جعل البعض يتعامل مع الرجل بقسوة عجيبة حتى تغيب لحظة تكريمه لاكثر من عشر سنوات
لأنه بقي يذكرهم بزمن من الود لا يريدون ان يتذكروه — ونسى هؤلاء ان الناس لا تعلق بذاكرتهم غير مواقف الوفاء والحب
وها نحن نسترد بعض من ادميتنا في تعزيز لحظة وفاء للاستاذ محمد الزرقة