عزالدين سعيد الاصبحي
—————————————————————————————-
ليس اصعب على المرء من هذا الموقف
وهو ان ترى نفسك محاصر بالنار والخوف والمستقبل المظلم والحاضر المضطرب !
انت عالق ببلدان عالقة هي الاخرى خائف في اوطان ترتجف من الرعب
ونصف عائلتك لم يبق معهم من سبيل ان يصلوا اليك الا ككائن الكتروني افتراضي !
حتى وجدت الخوف يتسرب الي اكثر وابني يكتب ليطمنني من وسط لهيب القاهرة انهم بخير
وفروا الى مكان امن !
ولماذا الفرار ؟
– قال في حالة الخوف الجماعي لا تدري من انت ومع من ؟ وليس امامك إلأ ان تفر !
ثم يسأل هل هذا انت الذي على الفيس بوك والايميل ام هو شخص اخر ؟ لأن القراصنة يسرقون الحسابات الالكترونية كما سرقت الحكومات قوت الشعب وسرقت الثورات ارواح شبابنا ؟!
ولا تدري هل بالفعل هذا الكائن الالكتروني هو انت ام شخص اخر ؟
حتى يطمأن الطرف الاخر عبر الهاتف ويتأكد من الصوت
– والحمد الله اننا لا نزال نقرأ رسائل بعضنا في المدن الملتبهة التي تقطعت بها السبل !
وفي الرحلة الى بيروت غيرت شركة الطيران رايها لان الجو التهب واشتعل بين الجيش والشيخ الاسير الذي جر معه مطرب سابق هو فضل شاكر كان يبكينا باغانية وصار يدمعنا برصاصه ! على راي الزميلة البيروتية الغاضبة من كل شيئ وصديقي احمد ينتظر ان احضر عرسه في اقصى الجنوب اللبناني ويقول ضاحكا تعال فانت تحب الجنوب !
– ولكن يااحمد كل جنوب ملتهب وحزين !
فدعني اذهب الى جنوب اخر !
ووقف حسن الحظ لا اكثر في ان يجعل الرحلة المتاحة كضربة حظ نحو اليمن !
واتحسس جواز سفري واحمد الله ان هناك ورقة لا تزال سارية المفعول ونصف تذكرة تقلك الى مدينة اخرى لا تقل فزعا و حوفا من نظيراتها !
** على الهاتف من العاصمة الاوربية المشرقة بملابس الصيف الباعثة على التهاب المشاعر ! ياتي صوت الصحفية التي تريد موقفا من المنظمات الدولية حول حق اادوارد سنودن الشاب الامريكي المطارد من الولايات المتحده الامريكية والذي اعتصم بمطار موسكو منذ اربع عشر يوما ولم يرد المغادرة لأن امريكا ستقبض عليه !
لم افهم في البدء الامر ؟
– كررت شرحها ان الرجل الذي فضح امريكا وقال ان واشنطن تتجسس على اصدقائها الاوربيين وفضح برنامج التجسس وادخل امريكا والاتحاد الاوربي بأزمة مستمرة
العمل اظهر كم هي امريكا مسيطرة ولا تعرف حدود ؟
وتصاعدت الاحتجاجات ولا تزال ودفع الرجل ثمنا وصار مطاردا وفراره الى موسكو اشعر روسيا بالحرج فبوتين رجل المخابرات لايريد ان يخسر حلفاءه !
وارسل الرجل سبعة وعشرين رسالة الى سبعة وعشرين دولة يطلب حق اللجؤ ولم تستجب له كل اوربا وجاءه الفرج من فنزويلا والارجواي !
كررت سؤالها ماذ تقول في ذلك ؟؟
– كدت ان افقد اعصابي وهل بقي في عقل لنفكر بهذا ؟؟ لولا ان انقذتني الشبكة الرديئة للاتصالات وفقدان الاتصال
اخيرا استفدت من هذا التدهور بالخدمات في بلد الحكمة فلا كهربا ولا انترنت وعليك ان تعتذر فأنت معذور ومحاصر بدون كهرباء او انترنت ومحاصر بسياسين يتحاورون لقتل الفراغ لا اكثر !
– وبقيت اسأل نفسي ماذا اقول لهؤلا ؟
وانا ارى امامي شاشات بلدان تحيط بي تتقاذفها السنة اللهب ونيران الجنون !
ماذ اقول وانا ابحث عن خط اصل به الى اصدقائي وان لا يصاب احد بسؤ
ونبحث عن مدينة ليس فيها لغم قابل للانفجار !
ويرن هاتفك برسالة قصيرة تقول
انفجار بقلب صنعاء !! وسقوط 3 جنود وعدد من الجرحى
— **ياقلبي الجريح انا ! اين اولي به ؟؟!
وادوادرد سنودن هذا الامريكي الهارب نتركه لحظه وله الناشطين في مطار موسكو !
اما نحن في المنطقة المتخمة بالنفط والخوف فلنا الله ينجينا من هذا الجحيم القادم من كل مكان !