من العبارات التي اثارتني وانا اقرأ عن احتفائية بنما بمرور مائة عام على تشغيل القناة هي ( 1914 -2014 )
ان الارض قد تتجزأ ولكن العالم يتحد !
**قناة بنما في العام 2014 تكمل مائة عام على تشغيلها ! وهي كما تقول اللوحة واحدة من المنجزات البشرية العملاقة بهذا القرن
تمر بهذا الممر المائي 14000 سفينة بالعام ووقفت التقط الصورة اثناء مرور السفينة التي تحتاج الى ان تفتح القناة بوابتها ثم يرفع الماء ليتوازن السير وتمر بين اكبر محيطين من الهادي الى الاطلسي
لقد سيطرت امريكا على ادارة القناة 85 عاما ! وعادت ادارتها الى بنما في ديسمبر 1999 فقط بعد مفاوضات شاقة !
ان هذا الممر المائي الصغير الذي ترونه يوفر على امريكا مسافة هائلة فالسفن تحتاج الى ان تنتقل من نيويورك الى سان فرنسيسكو الى 21000 كلم الان بعد القناة صارت المسافة 8000 كم
ان تكلفة شق القناة لا تزيد عن 380 مليون دولار ولكن هذا قبل مائة عام !
لقد انجزت امريكا المشروع بعد ان افلست الشركة الفرنسية ولم تدفع الى بنما غير عشرة ملايين ثم مبلغ مائتين وخمسين الف دولار في العام !!
تبدو القصة محزنه
لكن المؤلم اكثر هو عندما تعرف ان شعب هنا مات تقريبا في معظه بسبب الغزاة الجدد وان عشرات الالاف ماتوا اثناء شق القناة
وكانت امراض الملاريا والحمى الصفراء تحصد الناس بالالاف ويقال ان اكثر من عشرين الف ماتوا بفترة وجيزة فقط من حمى الملاريا !
لهذا عندما وقعت امريكا على حق استغلال القناة في 1904 كانت الخطوة الاهم الذي عملها طبيب عسكري امريكي هو انه لعامين كاملين لم يعمل شيئا في شق القناة غير تجفيف منابع البعوض والاوبئة ومكافحة المرض
ثم انطلق شق اكبر عمل بشري بين اليابسة والبحر !
مات الناس من امراض الطاعون والحمى والاوبئة وهناك من يكتب ان ذلك جاء ضمن عنصرية الغزاة لهذه الارض ونشروا المرض ليقتل السكان الاصليين وتكون ارض بلا سكان !
البنميون الان هم خليط من اسبان وافارقه وهنود حمر
لكنهم يستقبلوك بابتسامة عريضه ويقولون لك ان بنما الصغيرة ذات اقتصاد ناهض هو الاول في امريكا الوسطى
وان التاريخ علمنا ( لقد نجونا !)
هذا الدرس الذي تعلمته من بنما ! واغادر وانا ازور القناة ثانية واطل على سماء وماء
**هذه القناة تقسم بنما الى نصفين ولكن اكثر من تسعين بالمائة من السكان يتكدسون في الجانب الغربي من القناة !
دوما الشرق مظلوم حتى في بنما !
قلت لنفسي وانا اغادر شاطئ المحيط الممتد بلا نهاية !