عزالدين سعيد الاصبحي
——————————————–
** ان اهم قيمة دفعت العالم المتقدم ليكون متفوقا ليس فقط امتلاك المعرفة واسرار العلم ولكن ايضا التمسك بالجانب الاخلاقي العام المتمثل بعدم الكذب والاخلاص للمجتمع
هذا الجانب المعياري الاخلاقي المتمثل بالسلوك المستقيم الذي يجعل الاقوال تتطابق مع الافعال هو الاساس الذي بنيت عليه نهضة الامم
ان ذلك كان هو اللبنة الاساسية لكل تقدم المجتمع !
** لنتحدث بشكل اوضح واكثر بساطة وبأمثلة يفهمها العقل العربي وهي السياسة او نقول يحبها العربي اكثر وليس بالضرورة يفهمها !
لا يمكن ان تجد حزب سياسي في العالم المتقدم يظهر غير ما يبطن بما يخص خطابه وعلاقته بالجمهور !
يعني نرى بوضوح ان البرامج السياسية بل والمعتقدات الفكرية والقناعات لكل حزب معلنة وواضحة ويدافع عنها وعندما لا ينجح بإقناع الاخرين او يجرب حظه ويفشل بالواقع يعود الحزب ويراجع ذاته ببساطه وصدق !
** بوضوح اكثر السياسي في الغرب يعلن مواقفه وهو مؤمن بها ولا يخجل
نحن لا نزال في مرحلة الخداع السياسي ومرحلة المكر وهي عقده من ايام غدر الصحراء وقلة الحيلة ورسختها ثقافة الباطنية !
ترسخت لدينا نظريه مدمره في السيا سة واثرت على كل مناحي الحياة وهي ان السياسة هي فن الكذب وان الصدق غير مطلوب بالسياسة بل والسياسي الصادق هو شخص ساذج لهذا لم ننتج خلال مائة عام سياسين مفكرين ذو اخلاق بل انتجنا عدد من الدجالين ! والجلادين !
** لقد خلطنا بين مفهوم الحرب مع العدو وان الحرب خدعه وبين مخاطبتنا وقيادتنا لشعبنا
لقد تعامل السياسين عندنا وقادة الاحزاب مع الشعب على انه عدو خارجي يجب الكذب عليه والتعامل معه بمراوغه ثم يبطش به ! تماما كعدو !
** بينما الحقيقية ان الصدق والاخلاق والاستقامة هي الاساس بالتعامل مع الناس ومع الوطن وليس الكذب والمراوغه وإظهار عكس ما نبطن !
نحن الامة الوحيده التي تفتخر بالجلادين والكاذبين وتقدس الدجل وتعده دهاءا ولم ننتبه ان ذلك سيجر نفسه على كل الامور وتتدهور معه كل مناحي الحياة لدينا حيث نرى الان
تطور الامر وصار سرقة الشعب فهلوة
والضحك على المال العام شطارة ومخالفة القوانين رجولة ! بل ونرى الجهل حكمة والامية مقدرة اكثر من العلم !
لأن منظومة انهيار الاخلاق لا تتوقف عند محطة الضحك على الجماهير في الانتخابات بل تتعداها الى كل شيئ في الحياة !
** تعالوا نضع امثلة اكثر واقعية
مثلا هل يمكن ان نتخيل ان يضع حزب في فرنسا او بريطانيا او بلجيكا او اي بلد ديمقراطي في برامجه اهداف ومبادئ ومفاهيم للاستهلاك فقط وهو يقصد غيرها !؟
هل ممكن يكذب ويقول انه مع مفهوم معين حول الديمقراطية والعدالة والبرامج الاقتصادية ثم عندما ينجح يغير رأيه ويعمل ضد مبادئه التي اعلنها ويقول للناس انه غير مفاهيمه لأن الشطارة تتطلب ان يداري على معتقداته السريه !!
لا يمكن ذلك لهذا نرى اليمين يمين واليسار يسار !!
** نحن لدينا فهلوة مضره هي قولنا ان الشاطر من يدغدغ مشاعر الجماهير ثم يركب الموجه وثم يحكم ويتنكر !
لهذا يتباهى حكام وقاده وسياسين انهم يسيرون بأشارات تغمز يسار ثم يتجهون يمين !
ان هذا ليس شطارة بل خداع ببساطة
لهذا كل الاحزاب عندنا من دينية متطرفة الى يسارية ويمينية ليست مع الديمقراطية الا كوسيلة مؤقته توصلها الى الحكم ثم تنقلب على الديمقراطية
ولهذا لا استقرار ولا تراكم ولا تقدم بحياتنا بل دوائر من الصراع بين متنافسين يكذبون على الجميع !
** اننا بحاجة الى إعلى قيم السياسة بالاخلاق والى نسف المصطلح المدمر الذي يتداوله العرب وهو إن السياسة لا اخلاق لها .. لا .. هذا زيف بل السياسة اخلاق وقيم ومبادئ !
اما هؤلا الذين يقولون ما لا يفعلون فهم بإختصار دجالون وحتى اذا نجحوا مؤقتا بالحكم والضحك على الناس ولكن مثل اي نصاب صغير او عصابة تقدر ترهب الناس وتسيرهم وتخدعهم لبعض الوقت ولكن لا تستمر ولا تحظى بالاحترام
** نحن بحاجة الى ثورة قيم تبدأ من السياسة… نريد القدوة التي لا تكذب ..
والسياسي لذي يفكر بالمصلحة العامة لا بالكسب الشخصي
بدون ذلك سنبقى في اسر الزيف والدجل وهذا لا يقود إلأ الى كارثة التخلف
فلا تقدم إلأ برفع شأن المعيار الاخلاقي بالسلوك العام