قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال، جيمس سوان، إن جائحة كوفيد-19 فاقمت من التحديات التي تمر بها البلاد. وبرغم إشارته إلى تسجيل أكثر من 1500 حالة إصابة بالفيروس، إلا أنه ذكر أن الأرقام الفعلية قد تكون “أعلى بكثير.”
وفقا لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، فقد بلغ عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في الصومال، حتى اليوم الخميس، 61 حالة وفاة.
وأشار السيد سوان إلى أن عواقب هذه الجائحة ستكون شديدة على الصومال.
وتتوقع الحكومة الفيدرالية انخفاضا بنسبة 11% في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020–جيمس سوان، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال
فحتى قبل كوفيد-19، كان هناك أكثر من 5 ملايين صومالي بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، من بينهم 2.6 مليون نازح معرضون للخطر بشكل خاص، إضافة إلى تأثر نحو مليون شخص بالفيضانات، في وقت تواجه فيه البلاد “أسوأ موجة من الجراد الصحراوي منذ نحو 25 عاما.”
وبالإضافة إلى الآثار الطبية والإنسانية، قال السيد سوان، في إحاطة افتراضية قدمها لمجلس الأمن، اليوم الخميس، إن لكوفيد-19 أيضا تأثير اقتصادي سلبي شديد على الصومال، حيث تضاءلت الإيرادات والتحويلات المالية من الصوماليين في الشتات. “وتتوقع الحكومة الفيدرالية انخفاضا بنسبة 11% في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020.”
وقال إن الأمم المتحدة تعمل مع الحكومة لتعزيز استجابة لكوفيد-19، حيث أعادت وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها توجيه أنشطتها لإعطاء الأولوية لكوفيد-19.
“فعلى سبيل المثال لا الحصر، قامت منظمة الصحة العالمية بتعزيز قدرات المستشفيات الصومالية، وإنشاء مراكز عزل ودعم مختبرات الفحص. قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مولدات. قدم مكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال والخدمة الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة النقل الجوي الحيوي وخدمات الدعم اللوجستي الأخرى.”
الانتخابات
وقال الممثل الخاص إن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للانتخابات في الصومال. فمن المتوقع أن تقدم اللجنة البرلمانية المشتركة توصياتها لحل “القضايا المحذوفة من قانون الانتخابات الذي تم تمريره في شباط/فبراير.”
ستكون هناك حاجة لبناء توافق في الآراء بين القادة السياسيين وعبر المجتمع الصومالي لضمان تمتع الانتخابات بدعم وقبول واسعين– جيسم سوان، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال
وتشمل هذه القضايا، بحسب المسؤول الأممي، تحديد الدوائر الانتخابية، وتخصيص مقاعد مجلس الشيوخ، وضمان ثلاثين في المائة من المقاعد البرلمانية للنساء، داعيا إلى أهمية أن يتبنى البرلمان أيضا تعديلات على قانون الأحزاب السياسية لتتوافق مع قانون الانتخابات.
كما سيقدم رئيس المفوضية القومية المستقلة للانتخابات تقريرا إلى جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان حول خطط إجراء الانتخابات في الإطار الزمني الدستوري.
وأشار سوان إلى أن هذه المؤسسات الصومالية ستحدد مسار الانتخابات، داعيا شركاء الصومال إلى الاستعداد لتعبئة الدعم الفني والموارد المالية اللازمة للتنفيذ. وشدد أيضا على ضرورة ضمان الترتيبات الأمنية اللازمة لإجراء التصويت. “وبنفس القدر من الأهمية، ستكون هناك حاجة لبناء توافق في الآراء بين القادة السياسيين وعبر المجتمع الصومالي لضمان تمتع الانتخابات بدعم وقبول واسعين.
الحالة الأمنية
وقال ممثل الأمين العام الخاص إن الصومال أحرزت تقدما في استعادة المناطق التي تحتلها حركة الشباب. ففي 16 آذار/مارس، قام الجيش الوطني الصومالي وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال بتحرير بلدة جانالي الاستراتيجية في شبيلي السفلى من قبضة الحركة. وتتواصل الجهود التي تبذلها السلطات لإعادة الحكم والعدالة وسيادة القانون والاستقرار إلى المدينة.
وأعرب السيد جيمس سوان عن أسفه لعدم استجابة حركة الشباب لنداء الأمين العام بوقف عالمي لإطلاق النار، مشيرا إلى أن “عملياتها الإرهابية مستمرة بلا هوادة.”
في ختام إحاطته، أكد الممثل الخاص للأمين العام على أن الأمم المتحدة في الصومال مصممة على دعم الشعب الصومالي، وملتزمة بتنفيذ ولايتها – على الرغم من القيود والتحديات الإضافية التي يسببها الوباء العالمي، وكذلك التهديدات الأمنية المستمرة.